أنت هنا

19 محرم 1433
المسلم- وكالات

قالت مصادر دبلوماسية يوم الأربعاء إن إيران قد تبدأ قريبا أنشطة نووية حساسة في منشأة أقامتها تحت الأرض في عمق الجبل، وذلك تحسبا لأي هجمات قد تستهدفها.

وقام خبراء إيرانيون بالاستعدادات الضرورية في موقع فوردو بالقرب من مدينة قم بما يمهد الطريق أمامها لبدء عملية تخصيب اليورانيوم إلى درجة عالية في موقع لقاعدة عسكرية سابقة.

وأضافت المصادر إن أجهزة ومعدات ومواد نووية نقلت إلى فوردو مما يرجح أن العمل نفسه -الذي يجري حتى الان في موقع آخر فوق الأرض- قد يبدأ بمجرد أن تتخذ إيران قرارا بشأنه.

ونقلت وكالة مهر شبه الرسمية الإيرانية للأنباء عن قائد في الحرس الثوري الإيراني يوم الأربعاء قوله إن إيران ستنقل محطات التخصيب الخاصة بها إلى مواقع أكثر أمنا إذا لزم الأمر. ولم يعط القائد تفاصيل إضافية.

ويتزامن ذلك مع فترة يسودها تصعيد التوتر بين القوى الغربية وطهران بعد تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الشهر الماضي رجحت فيه أن تكون إيران قد عملت على تصميم سلاح نووي وأنها ربما ما زالت تقوم بأبحاث سرية.

وانتهزت الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا التقرير غير المسبوق للوكالة لتصعيد ضغوط العقوبات على إيران أحد أكبر منتجي النفط في العالم.

ومن الممكن أن يستخدم اليورانيوم المخصب كوقود لمحطات الكهرباء التي تعمل بالطاقة النووية وهو الهدف الذي تعلنه إيران لبرنامجها النووي لكنه من الممكن أن يستخدم كمكون من مكونات القنابل النووية إذا جرى تخصيبه إلى درجة أعلى وهو ما يعتقد على نطاق واسع بأنه النية النهائية لطهران.

وأشارت خبيرة منع الانتشار النووي شانون كايل الى أن إيران أعلنت في وقت سابق من هذا العام أنها ستحول معظم أنشطة تخصيب اليورانيوم الحساسة إلى فوردو لكن يبقى موعد البدء الفعلي في التخصيب أمرا مهما.

وقالت كايل من مؤسسة ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي: "من الواضح بالنسبة للأشخاص القلقين بشأن قدرة إيران على تحقيق التقدم والتخصيب إلى المستوى العسكري أن هذه خطوة جيدة على هذا الطريق".

وكان قرار إيران العام الماضي بزيادة مستوى التخصيب في بعض أعمالها من 3.5 في المئة المطلوبة لوقود المحطات النووية إلى 20 في المئة سببا في انزعاج دولي، حيث اعتبر القرار خطوة مهمة على سبيل الاقتراب من نسبة 90 في المئة المطلوبة لصناعة سلاح نووي. وتقول إيران إن اليورانيوم المخصب إلى نسبة 20 في المئة سيستخدم كوقود لمفاعل بحثي.

وتقع منشأة التخصيب الرئيسية الإيرانية بالقرب من بلدة نطنز بوسط البلاد. لكن طهران قالت في يونيو إنها ستنقل أنشطتها للتخصيب إلى نسب أعلى إلى فوردو بما يمنحها حماية أفضل من أي هجوم عسكري ويدعم قدرتها الإنتاجية بشكل كبير.

ولم تستبعد الولايات المتحدة أو "إسرائيل" القيام بعمل عسكري في حالة فشل السبل الدبلوماسية في حل النزاع النووي الطويل وهي خطوة من شأنها أن تشعل حربا واسعة في الشرق الأوسط.

وقال تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي إن إيران نصبت نظامين يضم كل منهما 174 جهاز طرد مركزي في فوردو. وتدور أجهزة الطرد المركزي بسرعة تفوق سرعة الصوت لزيادة النظائر المشعة القابلة للانشطار.

وقال التقرير إن أسطوانة من غاز سادس فلوريد اليورانيوم - وهي مادة توضع في أجهزة الطرد المركزي لتحسين اليورانيوم قد نقلت أيضا إلى فوردو.

ولم تكشف إيران عن موقع فوردو للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلا في سبتمبر 2009 بعد أن رصدته أجهزة مخابرات غربية.