أنت هنا

24 محرم 1433
المسلم- المركز الفلسطيني للإعلام/ وكالات

أفرجت قوات الاحتلال الصهيوني مساء الأحد عن 550 أسيرا فلسطينيا ضمن صفقة "وفاء الأحرار" لتكتمل بذلك الصفقة التي تمكنت المقاومة من خلالها من إطلاق سراح نحو 20% من الأسرى الفلسطينيين مقابل الجندي جلعاد شاليط الذي بقي خمسة أعوام أسيرا لديها.

واكتملت كذلك فرحة أهالي الفلسطينيين الذين أطلق سراحهم الليلة بعد أن عبروا عن غضبهم في وقت سابق من مماطلة الاحتلال في إطلاق سراحهم في الموعد المحدد.

وكان الجزء الأول من الصفقة الذي نفذ في 18 أكتوبر الماضي يشمل الإفراج عن 450 أسيرا و27 أسيرة فلسطينية مقابل إطلاق سراح شاليط عبر الحدود المصرية.

وبإطلاق الـ 550 أسيرا اليوم يكون إجمالي الأسرى المحررين 1027 أسيرا يمثلون نحو خمس الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

ووعدت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" بمواصلة جهودها بكل الوسائل من أجل إطلاق سراح باقي الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

وتضمنت الصفقة في جزئها الثاني أسيران أردنيان وست أسيرات، و41 أسيرا من قطاع غزة، و515 أسيرا من الضفة الغربية والقدس المحتلة.

ووصل 41 أسيرا محرر في المرحلة الثانية من صفقة وفاء الأحرار إلى قطاع غزة مساء اليوم الأحد وسط استقبال رسمي وشعبي حافل، حسبما أفاد المركز الفلسطيني للإعلام.

وبمجرد ترجل الأسرى من الحافلات التي نقلتهم من معبر كرم أبو سالم، باتجاه معبر رفح، جرى لهم استقبال رسمي من قبل الحكومة الفلسطينية وأكثر من 120 شخصية رسمية من الوزراء والنواب وقادة الفصائل، وقام الأسرى المحررون بمصافحة المستقبلين.

وقام حرس الشرف بدق طبول النصر وتقديم سلام الشرف للأسرى المحررين الذين لفت أعناقهم بالكوفية والعلم الفلسطيني.

وتم استضافة المحررين في قاعة كبار الزوار داخل المعبر حيث يجرى حفل قصير يتخلله كلمة للنائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الدكتور أحمد بحر، ومن ثم ينقل الأسرى حيث الاستقبال الشعبي الكبير على بوابة معبر رفح.

أما في رام الله، فقد كان في استقبال الأسرى ممثلون عن كافة الفصائل الفلسطينية، ونواب المجلس التشريعي، والآلاف من أهالي المحررين الذين كانوا ينتظرونهم منذ ساعات طويلة.

ومن جهته، قال "أبو عبيدة" المتحدث باسم "كتائب القسام" خلال مؤتمر صحفي مساء اليوم: "إذا كنا حررنا 20 % من أسرانا رغم أنف الاحتلال؛ فإن من فعل ذلك قادر على أن يكرره، وهذه العملية لن تكون نهاية المطاف وسنبقى نعمل من أجل إطلاق سراح الأسرى مهما كلفنا ذلك من ثمن". وشدد على أن "الأيام ستثبت صدق وعد القسام"، وتابع "وعد الحر دين عليه".

وأضاف: "إن مجموع الأحكام الصادرة بحق الأسرى المحررين في المرحلة الأولى من الصفقة زاد عن 92 ألف سنة، فيما بلغ مجموع أحكام المرحلة الثانية عن2350 عامًا".

وتابع "من خلال المرحلة الثانية من صفقة وفاء الأحرار، نستكمل جهدًا دؤوبًا ونضع علامة فارقة في نهاية فصل جهادي مشرف يمهد لفصول أخرى على دربنا الأصيل"، مؤكدًا أن قضية الأسرى "تقف على سلم أولوياتنا أكثر من أي وقت مضى".

وأشار إلى أن هذا الإنجاز "يأتي ثمرة للجهد السياسي والعسكري والأمني؛ بدءًا من التخطيط المحكم لعملية الوهم المتبدد، ومرورًا بالجهد الأمني في نقله (الجندي شاليط) والحفاظ عليه طوال فترة الأسر، والجهد السياسي في المفاوضات على مدار سنوات، وصولا لتحرير أسرانا وأسيراتنا".

واعتبر أبو عبيدة أن التزام العدو بتنفيذ إطلاق الأسرى بالأعداد والأسماء هو دليل على أن العدو يحسب للمقاومة ألف حساب ويدرك عواقب نقض الاتفاق معها، لافتًا في نفس الوقت النظر إلى رصد خروقات بعض المعايير (في المرحلة الثانية) تجري مراجعتها مع مصر لتحقيق أقصى ما يمكن من الإنجازات.

واعتبر أن خروج أي أسير هو مكسب ونصر لشعبنا وأسرانا وأمتنا بغض النظر عن انتمائه السياسي، وقال "نحن ملتزمون تجاه كل أسير مهما كان اتجاهه السياسي".

وأكد أن اتفاق التبادل ينص على تحرير كافة الأسيرات وإن إبقاء العدو على بعضهن بحجة أنهن من سكان الأراضي المحتلة منذ عام 1948 "لن نقبله وسنواصل العمل مع إخواننا في مصر لتبييض السجون والاحتلال سيتحمل المسئولية الكاملة إذا تنصل من ذلك".

وقال: "طموحنا كان ولا يزال هو تبييض سجون العدو من كل الأسرى الأبطال ونجاحنا التاريخي في هذه الصفقة لن يرجئنا في تحرير الإنسان الحر المقاوم من العدو".