
قال فريق المراقبين التابع لجامعة الدول العربية صباح الثلاثاء إنه في طريقه إلى مدينة حمص السورية، بعدما أظهرت أشرطة فيديو تعرض أحياء يسكنها السنة بتلك المدينة لقصف من جانب الدبابات الحكومية أمس الاثنين ما أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصا.
وليلة الاثنين وصل 50 مراقبا وعشرة مسؤولين آخرين من الجامعة العربية إلى سوريا لمراقبة مدى التزام دمشق بخطة سلام وقعتها مع الجامعة وتهدف إلى إنهاء إراقة الدماء والعنف الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الأسد ضد المحتجين السلميين المطالبين برحيله عن السلطة.
ونقل التلفزيون الحكومي المصري صباح اليوم عن رئيس وفد الجامعة إن فريق المراقبين في طريقه إلى حمص.
وقتل أمس 31 شخصا على الأقل في حمص التي تعرضت لهجوم شديد في الأيام القليلة الماضية من جانب القوات الحكومية المدعومة بالدبابات.
ولم تظهر أي بادرة تشير إلى أن النظام الشيعي في دمشق ينفذ الخطة التي اتفق عليها مع الجامعة العربية لوقف هجومها على المدنيين السنة.
وأظهر تسجيل مصور بثه نشطاء على الإنترنت ثلاث دبابات في الشوارع قرب مبان سكنية في حي بابا عمرو. وأطلقت إحداها مدفعها الرئيسي بينما كانت دبابة ثانية تطلق قذائف مورتر فيما يبدو.
وأظهرت اللقطات جثثا مشوهة وسط برك من الدماء في شارع ضيق. وسقطت أعمدة الكهرباء وانفجرت سيارات واحترقت كما لو كانت قد تعرضت للقصف بقذائف مدافع دبابات أو مورتر.
وقال مواطن يدعى فادي يعيش قرب حي بابا عمرو ذو الغالبية السنية إن "ما يحدث مجزرة"، وأضاف أن الحي يتعرض للقصف بقذائف المورتر ونيران الرشاشات الثقيلة.
وبات السكان في حمص محاصرين بسبب الخنادق التي التي حفرها الجيش حول الحي في الأسابيع الأخيرة، والتي أثبتتها لقطات فيديو ظهرت فيها دبابات وجرافات تقوم بالحفر.
وقال الشاهد: "هم يستفيدون من الخنادق. فالمواطنون والمسلحون والمنشقون عن الجيش لا يستطيعون الفرار. كان الجيش يضغط على المنطقة على مدى اليومين الأخيرين".
وقال الناشط يزن حمصي لجماعة أفاز المعارضة من حمص "هناك عدد كبير من القتلى والجرحى. من الصعب جدا الوصول إليهم وعلاجهم بسبب القصف الشديد في شتى أنحاء الحي".
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أسماء الأشخاص الذين ورد أنهم قتلوا في اشتباكات يوم الاثنين وذكر أن ثلاثة أشخاص قتلوا على مشارف حماة شمالي حمص حيث أطلقت قوات الأمن النار على محتجين.
وقال إن عشرة على الأقل وربما عشرات من المقاتلين المتمردين قتلوا في اشتباكات مع قوات الأمن في دوما إحدى ضواحي دمشق. وقدر رقما مماثلا لعدد القتلى في الجانب الحكومي.
وأضاف أن انفجارات وقعت في دوما حيث اشتبك الجيش مع مقاتلين متمردين.
وذكر سكان أيضا أن المقاتلين المنشقين عن الجيش لا يزالون قادرين على تكبيد الجيش خسائر.
وبدأ التمرد المسلح الذي قاده ضباط انشقوا على الجيش بعد أن رفضوا سياسة قتل المحتجين، في تفعيل هجماته ضد قوات الجيش النظامي التابع للأسد، ما جعل الثورة في سوريا تنتقل تدريجيا من ثورة سلمية إلى انتفاضة يدعمها تمرد مسلح.
وقال ساكن في حمص: "رأيت سيارات إسعاف تنقل جنودا مصابين تمر أمام نافذتي في الأيام الأخيرة. يصابون بالرصاص بشكل ما". ويدافع عن أجزاء من حمص الجيش السوري الحر الذي يضم عددا من أولائك الضباط المنشقين.
ويخشى كثيرون من أن تنزلق سوريا في حرب طائفية بين الأغلبية السنية وهي القوام الأساسي لحركة الاحتجاج وبين الأقليات خاصة الشيعة العلويين الذين يسيطرون على الحكم والنصارى الذين يدعمون حكم عائلة الأسد.
واشتد القتال في حمص منذ تفجيرين انتحاريين وقعا في دمشق يوم الجمعة وأسفرا عن مقتل 44 شخصا، بحسب السلطات.