أنت هنا

2 صفر 1433
المسلم/الجزيرة نت/وكالات

 ذكرت مصادر سياسية أن الأحداث التي شهدتها الأردن مؤخرا وجرى فيها مهاجمة مسيرة للحركة الإسلامية قبل إحراق مقر لجماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي جبهة العمل الإسلامي, كشفت عن صراع بين أجنحة الحكم داخل الدولة الأردنية.

 

وقالت المصادر أن الصراع بين الحكومة ومراكز قوى خرج للعلن إثر الانتقادات اللافتة التي وجهها رئيس الوزراء عون الخصاونة ووزير الدولة لشؤون الإعلام راكان المجالي لما جرى في المفرق، بينما كانت مراكز قوى تمارس ضغوطا على وسائل الإعلام لإدانة الإسلاميين وتحميلهم مسؤولية ما جرى.

 

وكان الخصاونة أجرى اتصالات بقيادات الحركة الإسلامية وعبر لهم عن رفضه لما تعرضت له مسيرتهم ومقارهم، فيما ذهب المجالي لاعتبار أن ما جرى كان موجها للحكومة وجهودها الإصلاحية من قبل "مراكز قوى شد عكسي" اتهمها بأنها تعمل ضد الحكومة والنظام.

 

وأضاف المجالي "ما حدث في المفرق موجه ضد الحكومة وخططها الإصلاحية في محاربة الفساد وفتح ملفاته".

 

واتهم من وصفها "جماعات وقوى شد عكسي تعمل على صرف الأنظار عن التطورات الأخيرة في فتح ملفات الفساد"، وذهب لوصف من أحرقوا مقر الإخوان بالمفرق بـ"المجموعات المنفلتة"، وهو ما يتناقض مع وجهة النظر التي خرج بها إعلاميون وكتاب مقربون من الحكومة حملوا الإسلاميين مسؤولية ما جرى لهم.

 

وكان قياديون في الحركة الإسلامية الأردنية قد قالوا إن هناك مخططا صاغته قيادات أمنية لإنهاء الحراك المطالب بالإصلاح في الأردن خلال ثلاثة أشهر، وقد بدأ هذا المخطط بأحداث مدينة المفرق يوم الجمعة التي تم فيها الاعتداء على مسيرة للإسلاميين وحرق مقر لهم بالمدينة.

 

وأشار رئيس الدائرة السياسية في جماعة الإخوان المسلمين ارحيل غرايبة إلى "مخطط" تم الاتفاق عليه في اجتماع قيادات من الأجهزة الأمنية مؤخرا لوقف الحراك الشعبي خلال ثلاثة أشهر ومنع تمدده إلى المحافظات وعزل الحركة الإسلامية عن الحراك الشعبي.

 

وحذر غرايبة من أن هذا المخطط سيكون مكلفا للأردن، مؤكدا أن الإسلاميين متمسكون بالوصول إلى إصلاح النظام في المملكة بالطرق السلمية.

 

وجاء حديث غرايبة بعد تحذير رئيس الوزراء الأسبق ورئيس الجبهة الوطنية للإصلاح أحمد عبيدات القيادة الأردنية من الانشغال بإنهاء الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح.

 

وقال "أدعو الله أن يلهم قيادتنا أن لا تنشغل بإنهاء الحراك وأن تنشغل بكيفية الإصلاح بحيث يشمل جميع الأردنيين".

 

واعتبر رئيس الوزراء الأسبق أحمد عبيدات أن ما جرى في المفرق "خطير جدا"، وقال إن "بعض الفئات إذا لم تجد أمامها سدا منيعا من القانون فإنها ستستفحل وهذا سيكون بداية الانهيار".