أنت هنا

3 صفر 1433
المسلم- وكالات

أزالت السلطات اليمنية متاريس وحواجز من شوارع العاصمة اليمنية كانت مقامة للفصل بين قوات الجيش وقوات الزعماء القبليين المناوئين للحكومة. وتأتي الخطوة في مسعى لإنهاء مظاهر التسلح في صنعاء وإظهار الرغبة في إنهاء القتال المستمر منذ بداية العام.

أزالت الجرافات مواقع عسكرية كانت تفصل بين القوات المتحاربة في العاصمة اليمنية صنعاء يوم الأربعاء في محاولة من الجانبين لإظهار رغبتهما في وقف القتال المستمر منذ نحو عام للإطاحة بالرئيس.

وأزالت الجرافات متاريس من أكياس الرمل أقيمت لتحصين مواقع المقاتلين في شارع رئيسي في منطقة الحصبة التي يقع بها مجمع الزعيم القبلي صادق الأحمر والتي كانت مسرحا للقتال بين قواته وقوات الرئيس علي عبد الله صالح.

ومما يبرز مدى هشاشة الوضع الأمني في البلاد قال مصدر أمني إن شخصا قتل وأصيب ثلاثة آخرون عندما فتح مسلحون تابعون لقائد أمني موال لصالح تتمركز قواته في ضواحي صنعاء النار على مجموعة من الأشخاص تمردوا على هذا القائد وطالبوا بعزله.

ويمثل الفصل بين القوى المتحاربة في اليمن أحد البنود الرئيسية في خطة السلام التي توسطت فيها دول مجلس التعاون الخليجي لإبعاد صالح عن السلطة وتجنب انزلاق البلاد إلى حرب أهلية.

تأتي الخطوة التي قامت بها لجنة عسكرية لفصل القوات بعد يوم من إعلان واشنطن أنها تدرس منح صالح تأشيرة دخول للعلاج في الولايات المتحدة.

وأعلن صالح يوم السبت أنه سيتوجه إلى واشنطن بعد ساعات من قيام قواته بقتل عدد من المحتجين كانوا يطالبون بمحاكمته لقتل متظاهرين خلال الانتفاضة التي بدأت في يناير الماضي.

وتعمل اللجنة العسكرية التي تشرف على فك الاشتباك مع حكومة انتقالية مؤلفة من حزب الرئيس المنتهية ولايته وقوى المعارضة والتي ستقود اليمن إلى الانتخابات في فبراير لاختيار خليفة لصالح.

ووافق البرلمان اليمني يوم الأربعاء على برنامج الحكومة الانتقالية التي يقودها المعارض البارز ووزير الخارجية السابق محمد باسندوة.

وقال شهود إن مقاتلين موالين للأحمر مسلحين بقاذفات قنابل يدوية وبنادق كانوا يراقبون الوضع أثناء إزالة نقطة تفتيش يحرسونها قرب مكتب تابع لحزب صالح.

وقال هاشم الأحمر وهو قائد عسكري وزعيم قبلي في اتحاد قبائل حاشد القوي إن قوات الأحمر ملتزمة بالمبادرة الخليجية وستعمل على إزالة جميع العقبات التي تواجه اللجنة العسكرية وستتبع توجيهاتها.

وألقت قبيلة الأحمر بثقلها وراء المحتجين في وقت مبكر من عمر الانتفاضة ضد صالح.

وأغضبت الحصانة من المحاكمة التي منحتها الخطة الخليجية لصالح المحتجين الشبان الذين خرجوا للشوارع منددين بأحزاب المعارضة التي وقعت الاتفاق.

وسيواجه أي خليفة لصالح صراعات معقدة في أنحاء البلاد بينها تمرد شيعي في الشمال ونزعة انفصالية متزايدة في الجنوب كانت قد تسببت في نشوب حرب أهلية مع الشمال عام 1994 بعد أربع سنوات من الوحدة الرسمية المضطربة.

واستولى مقاتلون تابعون للقاعدة على أراض في محافظة أبين في الجنوب. وأجبر القتال هناك عشرات آلالاف على الفرار مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في بلد به نحو نصف مليون نازح.