
اختارت صحيفة التايمز البريطانية التونسي محمد البوعزيزي "شخصية العام" 2011، لكونه أطلق شرارة الربيع العربي عندما أشعل النيران في نفسه في ديسمبر 2010 احتجاجا على مصادرة السلطات مصدر رزقه، وهو ما شكل دافعا للثورة التونسية.
وتوفي البوعزيزي في 4 يناير 2011 متأثرا بحروقه، وكللت الثورة بهروب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي من البلاد في 14 يناير. وقد أطلق ذلك دافعا في الدول العربية للثورة على أنظمتها الاستبدادية، وتمكن المصريون من التخلص من حكم حسني مبارك في 11 فبراير كما قتل الزعيم الليبي معمر القذافي في 18 أكتوبر، ووقع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اتفاقية للخروج من الحكم قبل أسابيع.
وعنونت صحيفة التايمز في عددها الأربعاء: "بائع الفواكه المتواضع الذي صنعت معركته من أجل العدالة التاريخ". وأضافت أن محمد البوعزيزي "أشعل الثورة في العالم العربي" وخصوصا في مصر وليبيا.
وتابعت الصحيفة البريطانية القريبة من المحافظين أن "شجاعة رجل ألهمت الجماهير المقموعة في العالم العربي لتطالب بحقها في اختيار مصيرها".
وخلصت افتتاحية الصحيفة إلى القول إن محمد البوعزيزي "لم يكن هدفه تغيير العالم (...) لكن الأحداث الحاسمة لتلك السنة حصلت بفعل شجاعة عدد لا يحصى من الأشخاص في مواجهة التسلط. محمد البوعزيزي هو أحد هؤلاء الأشخاص".
وكان الشاب محمد البوعزيزي (26 عاما) البائع المتجول بسيدي بوزيد (وسط غرب تونس) أقدم في 17 ديسمبر 2010 على حرق نفسه احتجاجا على إهانته ومضايقته من قبل شرطية صادرت عربة الفاكهة التي يعتاش عليها.