
استخدمت قوات الأمن السورية الذخيرة الحية لمواجهة احتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد في مدينة حماة ما أسفر عن إصابة 7 أشخاص قبل يوم من زيارة وفد المراقبين التابع لجامعة الدول العربية للمدينة.
وأظهرت لقطات بثتها فضائية الجزيرة على الهواء مباشرة يوم الأربعاء إطلاق نار وتصاعد دخان أسود فوق شارع في حماة الواقعة وسط سوريا فيما كان عشرات المحتجين يهتفون "أين المراقبين العرب".
ويظهر في الفيديو رجل ينزف من رقبته بينما كان محتجون خلفه يهتفون. وسمع صوت محتجين غير مسلحين كان بعضهم ملثما وهم يقولون "قوات الأسد تطلق النار علينا". ثم بدأ المحتجون يهتفون "عاشت الحرية" و "سننتقم منك يا بشار".
وفي اللقطات التي بثت بثا مباشرا، أخذ المحتجون يلعنون الأسد فور سماع دوي إطلاق النار قبل أن يهرعوا للاختباء في الأزقة.
وغامر بعض السكان بالخروج والهتاف من أجل الحرية قبل أن يعودوا للاختباء. ومع زيادة إطلاق النار صرخ رجل قائلا إن قناصة يعملون الآن في المنطقة. وتكدس عشرات الرجال في ممر ضيق وهم يرددون هتافات مناهضة للأسد وقولون "لا تراجع عن الثورة".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن المحتجين كانوا في طريقهم الى ساحة العاصي بوسط المدينة للمشاركة في اعتصام بموقع رمزي شهد سحق متظاهرين في وقت سابق هذا العام.
وقال المرصد إن سبعة أشخاص على الأقل أصيبوا يوم الأربعاء في حماة، مشيرا إلى أن قوات الأمن استخدمت الذخيرة الحية وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين.
وجاءت هذه التطورات قبل يوم من زيارة مرتقبة لوفد المراقبة التابع لجامعة الدول العربية إلى مدينة حماة الواقعة على بعد 240 كيلومترا إلى الشمال من دمشق.
ومدينة حماة السنية هي من بين المدن الأكثر تضررا من تصعيد هجمات الجيش على المراكز الحضرية التي تشهد احتجاجات مناهضة للأسد النتمي للطائفة العلوية.
وتحظى حماة برمزية خاصة لدى السوريين حيث شهدت أكبر مجزرة في تاريخ سوريا الحديث في عام 1982 في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد حيث قتل أكثر من 30 ألف مسلم سني في أقل من شهر عندما دكت القوات الجوية والمدفعية أحياء كاملة بالمدينة.
وبعد مرور 29 عاما ما زال المتظاهرون في حماة الذين يطالبون بالإطاحة بنظام الأسد ويمقتون ذكرى والده الذي توفي عام 2000 بعد أن حكم سوريا ثلاثة عقود، وورث بشار عنه الحكم بعد تعديل الدستور ليلائم عمره.
وفيما يخص وفد المراقبين العرب، زارت مجموعة من الوفد يوم الأربعاء منطقة ملتهبة في مدينة حمص لكن نشطاء قالوا إن جانبا من زيارتهم المقررة ألغي بعد اندلاع إطلاق النار.
وفي البداية رفض نشطاء سوريون في منطقة بابا عمرو بمدينة حمص التي تشهد أعمال عنف التعاون مع وفد المراقبين الذين وصلوا يرافقهم ضابط من الجيش، وانسحب الفريق، لكن مجموعة صغيرة من المراقبين عادوا دون الضابط وصاحبهم سكان ونشطاء في جولة لتفقد المنطقة المضطربة.
لكن المراقبين لم يتمكنوا من دخول منطقة قال سكان إنهم يعتقدون أن فيها محتجزين نظرا لاندلاع إطلاق النار.
وقال رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الإنسان إن سكانا كانوا يرافقون فريق المراقبين إلى المنطقة لإرشادهم على المكان الذي يعتقدون أن به محتجزين عندما اندلع إطلاق النار فجأة قرب نقطة التفتيش.