أنت هنا

4 صفر 1433
المسلم- وكالات

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن حصيلة القتلى برصاص الأمن التابعة للرئيس بشار الأسد قد وصلت يوم الخميس إلى 11 شهيدا، بينما يزور وفد المراقبين العرب البلاد. واتهم المجلس الوطني السوري المعارض وفد المراقبين بالانحياز لنظام الأسد، كما حذرت الهيئة من تحول المراقبين إلى "شهود زور".

ويزور المراقبون العرب ثلاث مدن سورية يوم الخميس للتأكد مما إذا كانت القوات الحكومية ملتزمة بخطة السلام الموقعة مع الجامعة العربية. وخلال زيارته أمس لحمص، تجمع عدد من المحتجين لطلب الحماية الدوية وطالبوه بتسجيل الاعتداءات والقصف التي تتعرض لها الأحياء السكنية.

وكانت بداية بعثة جامعة الدول العربية مثيرة للجدل عندما قال رئيس البعثة الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي انه لم ير شيئا "مخيفا" في أولى جولاته في حمص. وأعلن عدم وجود دبابات في المدن، فيما أظهرت لقطات بثت على يوتيوب وقوف بعض المراقبين في أماكن تواجدت بها دبابات ومدرعات.

وقال الدابي لاحقا إنه يحتاج لمزيد من الوقت لتقييم الوضع في المدينة التي قصفتها القوات الحكومية في الأيام السابقة للزيارة.

وزار المراقبون حمص يوم الثلاثاء لفترة قصيرة ثم عادوا يوم الأربعاء بمصاحبة مسؤولين من الجيش مما أثار استياء المتظاهرين الذين احتشدوا حول سيارتهم ورفضوا استقبالهم، فانصرف المراقبون، ثم ما لبث أن عاد بعضهم دون ضباط الجيش السوري.

وتوجه المراقبون أخيرا إلى منطقة بابا عمرو واحدة من أكثر المناطق تضررا ليروا المنازل المهدمة ويسمعون من الناس الذين فقدوا أصدقاء وأقارب. وعرضت عليهم إحدى الأسر طفلا ميتا.

ومن المرجح أن يروا مشاهد مماثلة يوم الخميس في درعا وحماة وأدلب وهي المدن التي تعرض فيها المتظاهرون المناهضون للأسد لقمع عنيف.

ويقول نشطاء في المعارضة إن الحكومة ستهدر الوقت وستتحايل على البعثة لتحقيق أغراضها.

ومن جانبها، أعربت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان نشرته على صفحتها بموقع فيسبوك عن قلقها من مبالغة مراقبي الجامعة في إرضاء النظام من خلال التصريحات والقبول بدخول اللجنة بالرغم من عدم تنفيذ النظام لأهم نقاط البروتوكول بسحب المظاهر المسلحة وإطلاق سراح جميع المعتقلين.

وقالت الهيئة: "نُحمل الجامعة كامل المسؤولية عن توغل النظام المستبد لما يحصل بكل منطقة ومن خلال قبول الجامعة إرسال المراقبين دون سحب الجيش والأمن والمظاهر المسلحة من المدن والقرى".

وأضافت: "نطالب الجامعة العربية بالتهديد بسحب وفد المراقبين العرب وإحالة الملف بكامله لمجلس الأمن إذا لم يلتزم نظام الطغمة المجرمة بسحب الجيش والأمن وعصاباته من الشبيحة من الشوارع والإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي، والسماح للإعلام العربي والدولي بالدخول لسورية مع ضمان حق الشعب السوري في الإستمرار بتظاهراته الشعبية السلمية التي تعبر عن شرعيه تطلعاته للحرية والكرامة والديمقراطية، وإلا تحولت الجامعة العربية وفد المراقبين العرب لشاهد زور فقط على ما يرتكبه هذا النظام بحق الشعب السوري الأعزل والمسالم من جرائم ترتقي لمستوى الإبادة الجماعية".

وقال البيان إن "الشعب السوري كان يتطلع من الجامعة العربية أن تسرع في إتخاذ موقف تعبر فيها عن انحيازها لخيارات الشعب السوري وتطلعاته المشروعة في الحرية والكرامة والتحرر من سلطة غاصبة وقاتلة، وليس إعطاء الفرص المتكررة لطغمة دمشق للإيغال أكثر في دماء السوريين".

وتابع: "الثوار السوريين كانوا يجهّزون لمظاهرات واسعة بوجود المراقبين كحي الخالدية بحمص ومناطق من درعا وحماة بعد وصول معلومات بقدوم أعضاء اللجنة، إلا أنها لم تزر تلك المناطق وتركت المتظاهرين يواجهون رصاص الغدر حيث قامت قوات بشار الأمنية بإطلاق الرصاص الحي وسقط في درعا عشرات الجرحى وعدد من الشهداء وفي حماة خمسة شهداء وعشرات الجرحى إلى الآن وكذلك في حمص مع ترشح العدد للزيادة في كلا المحافظتين لوجود عدد كبير من الإصابات الخطيرة فأصبح المشهد أقرب ـ لكمين أو فخ استغله النظام لقتل المتظاهرين وإعتقالهم".