
داهمت السلطات المصرية أمس الخميس مكاتب 17 منظمة حقوقية غير حكومية للتحقيق في تلقيها تمويلا غير مشروع من الخارج.
وقال مكتب النائب العام في مصر إن الشرطة أجرت 17 مداهمة لمنظمات غير حكومية، واستهدفت ما لا يقل عن 10 مجموعات في جميع أنحاء البلاد، شملت منظمة "فريدوم هاوس،" والمعهد الديمقراطي الوطني، والمعهد الجمهوري الدولي، وهي منظمات أمريكية.
وتركزت الاتهامات بأن المجموعات حصلت على تمويل أجنبي غير شرعي، وكانت تعمل بدون تراخيص من وزارة الخارجية والوزارات المحلية.
وقال الناطق باسم مكتب النائب العام، انه "تم اغلاق بعض مكاتب المنظمات غير الحكومية للأبد.. وتمت مصادرة بعض أجهزة الكمبيوتر والمستندات، وسيتم إعداد التقرير وإرساله إلى السلطات القضائية لاجراء مزيد من التحقيقات".
واضاف مكتب النائب العام ان قضاة التحقيق المنتدبين قاموا "بتفتيش 17 مقرا لفروع منظمات أجنبية وأخرى مصرية بناء على ما توافر بالتحقيقات من دلائل جدية على قيامها بممارسة أنشطة بالمخالفة للقوانين المصرية ذات الصلة وثبوت عدم حصول أي منها على أي تراخيص أو موافقات من وزارة الخارجية المصرية ووزارة التضامن الاجتماعي على فتح فروع لها في مصر."
وقال مصدر أمني وعاملون في منظمتي المعهد الجمهوري الدولي والمعهد الوطني الديمقراطي ان المداهمات استهدفت المكاتب المحلية للمنظمتين اللتين تتخذان من الولايات المتحدة مقرا لهما الى جانب منظمات أخرى.
وكانت السلطات المصرية قد أكدت في وقت سابق تلقي منظمات حقوقية ليبرالية مبالغ كبيرة من الخارج لإشعال الوضع الداخلي وإثارة الشباب وتحريضه على التظاهر العنيف ضد السلطات.
من جهته, دعا المبعوث الخاص للجنة الرباعية للشرق الأوسط تونى بلير ، الدول الغربية إلى مد يد العون لليبراليين فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أو مواجهة ما سماه "بخطر تشكيل الحكومات الإسلامية الجديدة فى أعقاب الربيع العربى"، والتى اعتبرها غير جدية فى عملية "إرساء الديمقراطية", على حد قوله.
وأوضح بلير فى تصريح أوردتها صحيفة "الجارديان" البريطانية على موقعها الإلكترونى، أن الدول الغربية ومن ضمنها بريطانيا والولايات المتحدة ترددت فى دفع الديكتاتوريين العرب لطريق الديمقراطية، وأنه يتوجب على الدول الغربية أن تكون أكثر وضوحاً تجاه موقفها من الديمقراطية فى منطقة الشرق الأوسط.
وأعرب بلير عن قلقه إزاء التنظيم الجيد للقوى الإسلامية فى المنطقة، مشيراً فى الوقت ذاته إلى تشتت القوى الليبرالية فى المقابل، معرباً عن أسفه حيال الفشل فى تعزيز مفهوم "التغير الثورى" فى منطقة الشرق الأوسط.
إلى ذلك, نظم المئات من أهالي حي السيدة زينب في العاصمة المصرية القاهرة وقفة احتجاجية مساء أمس للتضامن مع أهالي شهداء ومصابي ثورة 25 يناير في هذا الحي وذلك بعد ساعات من حكم قضائي قضى بتبرئة عدد من المتهمين بقتل الثوار.
وحمل المتظاهرون صورا للشهداء، مع لافتات تؤكد الإصرار على القصاص من القتلة، كما حملت بعض اللافتات انتقادات للمجلس العسكري الذي يتولى السلطة حاليا.
وردد المتظاهرون هتافات منها "لا إله إلا الله، الشهيد حبيب الله" و"القصاص القصاص، ضربوا اخواتنا بالرصاص" و"نجيب حقهم، أو نموت زيهم" و"سامع أم شهيد بتنادي، حرقوا قلبي وقتلوا أولادي"، و"المحاكمة المحاكمة، العصابة لسه حاكمة".