
أكد عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ صالح بن فوزان الفوزان أن الدعوة إلى ذكر بعض الأدعية لبداية السنة الهجرية يعدّ أمرًا من المبتدعات، مبيناً أنه لا يوجد دعاء ولاشيء خاص في بدايات السنة الهجرية ولا في نهايتها.
وحذر فضيلته من المجهولين الذين يرسلون رسائل عبر جوالاتهم فيها مخالفات شرعية لم تثبت صحتها في الكتاب والسنة، واصفا أولئك المرسلين بالمبتدعين, مشيرا إلى أن من ذلك حملة يطلقها أصحابها عبر الجوالات يسمونها بـ (حملة المستغفرين).
وقال فضيلته "هؤلاء دعاة إلى الابتداع في الدين ، فيجب الحذر منهم ، فتحديد آخر العام بالاستغفار أو في وقت معيّن من السنة لا أصل له في الشرع لقوله صلى الله عليه وسلم "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ)" أي مردود عليه ، وقال عليه الصلاة والسلام "من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو ردّ".
وأوضح أن الاستغفار مطلوب من كل مسلم خصوصا المذنبين وفي كل وقت وفي كل حين وليس بوقت آخر العام الهجري أو في يوم معيّن من السنة.
واعتبر الشيخ الفوزان هذه الأجهزة من الجوالات وغيرها فرصة للمبتدعين في الدين، وترويج الخرافات، داعيا إلى عدم الالتفات إلى ما يدعون إليه خصوصا أمور العبادات التي لابد لها من ثبوتها بأدلة صحيحة من الكتاب والسنة ، كما هو في نهاية العام الهجري أو في يوم الجمعة.
وعدّ فضيلته ختم أئمة المساجد للقرآن الكريم في الصلوات الجهرية في ثلاثة أشهر أو في شهرين من التغرير والإحراج للناس مما قد يتوهّم أن السنة هي ختم القرآن وأن يقرأ كل القرآن في الفرائض، وهو في حقيقته مخالفة للسنة النبوية الشريفة.
وأضاف " لم يكن الرسول صلى الله عليه سلم يلتزم بقراءة القرآن جميعه في الفرائض ويختمه في صلواته المفروضة ، بل كان يقرأ ما تيسر من السور والآيات امتثالا لقوله سبحانه (فاقرؤوا ما تيسّر منه) ، وقوله صلى الله عليه وسلم لمن أراد أن يعلمه الصلاة (ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن)، مؤكدا أن قيام هؤلاء الأئمة بإلزام المصلين بختم القرآن الكريم في صلواتهم الجهرية في شهرين أو ثلاثة أشهر من الأمور التي لا أصل لها في الشرع ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم".
وأكد الشيخ الفوزان على أن إمام المسجد الذي يقرأ بالناس من المصحف قد أخطأ وابتدع في أمر محدث لم يرد عن الرسول صلوات الله وسلامه عليه, ودعا إلى القراءة بما يحفظه من قصار السور أو من المفصل أو من الآيات التي يحفظها.
وشدد على الالتزام بتوقير العلماء خصوصا العلماء من السلف الصالح والتحذير من الوقوع في أعراضهم ونقد ما ألّفوه دون دليل وبرهان على خطأ ما وقعوا فيه ، مبينا أن العلماء كغيرهم من الناس تحتويهم بشريتهم المحتملة للخطأ والصواب، فقد يخطئون في اجتهادهم وقد يصيبون فيه ، والعلماء ليسوا أنبياء فليسوا معصومين من الخطأ ، لكن خطأهم مغفور ، مطالبا من وجد ملاحظات أو أخطاء على العلماء أن يبيّنها للناس ويحددها بأدلة وبراهين.