
كشفت عناصر جنوبية معارضة لحكومة جنوب السودان عن معلومات تؤكد دفع حكومة الجنوب لعناصر بجوازات غربية للتجسس على الخرطوم.
وقالت: إن الهدف هو إحداث اختراق وتجميع معلومات عن التطورات العسكرية والأمنية للحكومة السودانية.
واضاف اللواء محمد شول الأحمر، "إن هذه الكوادر تستهدف أيضا جمع أكبر قدر من البيانات المتعلقة بالجنوبيين الموالين للخرطوم والموجودين بها حاليا، إضافة إلى حصر من يرفضون العودة للدولة الجديدة".
وحذر الأحمر من مغبة إدلاء تلك الكوادر بمعلومات مغلوطة لجهاز الـ"سى آى إيه" لإدانة السودان لاحقا بتهم ملفقة بوجود أسلحة ليبية وغيرها تدخل للبلاد ونقل معلومات كاذبة عن الخرطوم.
وأوضح أن أعدادا مقدرة من الجنوبيين دخلت للخرطوم قادمة من واشنطن إبان الفترة الماضية، بدعوى الانضمام لصفوفهم لقتال الحركة الشعبية.
وقال "نتلقى يوميا بمناطقنا فى جنوب السودان سيلا من الاتصالات من جنوبيين موجودين بالخرطوم يدعون أنهم مناوئون للحركة ويرغبون فى الانضمام"، منوها إلى أنهم يدخلون الخرطوم بجوازات سفر غربية بحجة قضاء عطلة بالسودان، متسائلا، كيف يقضى جنوبى عطلة فى الخرطوم ولم يزر بلده منذ انفصاله؟.
من جهة أخرى, حث الرئيس السوداني عمر البشير المتمردين في بلاده لوضع السلاح والانخراط في العملية السلمية، كما أعلن إنشاء مفوضية لحقوق الإنسان قريبا متعهدا بكفالة الحريات العامة، وكشف عن برنامج ثلاثي لمعالجة الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
وقال البشير، في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى السادسة والخمسين لاستقلال السودان، “ندعو كل أبناء الوطن لوضع السلاح والأوبة إلى رحاب وطن لن يضن على أبنائه بشيء”، وخص بالذكر حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور ودعا منسوبيها إلى الحوار بعد أيام من مقتل زعيمها خليل إبراهيم، الذي وصفه بالعناد.
وقال انه نال جزاء ما اقترفه من قتل ودمار بحق الشعب السوداني.
وأكد البشير حرص نظامه على إرساء دعائم السلام وأضاف “أبوابنا وقلوبنا مفتوحة لمن أراد السلام وسعى له ولم يركن للقوى الأجنبية والأجندات الدولية الغشيمة”.
ووجه في الوقت ذاته تحذيرات لكل المجموعات الرافضة للسلام، وقال “إن أي حركة أو مجموعة ترفع السلاح في وجه الدولة ليست بأقدر ولا أقوى من كل صولجان الدول التي حاصرت وقاتلت واعتدت على السودان وما استطاعت، وسيخيب ظن كـل من يعتـقـد أن الـقـوات المسلحة والـقـوات النظامية الأخـرى المسنودة من الـشـعـب غــافــلـة ونـائمـة”.
واستعرض البشير في ذكرى الاستقلال التي تعد الأولى بعد انفصال جنوب السودان وإعلانه دولة مستقلة، ملامح المرحلة المقبلة في البلاد واعتبرها مرحلة لبناء شراكة وثيقة مع الشعب والعبور من حالة المكابدة للعيش الكريم إلى حال السعة والرفاهية، وأعلن عن برنامج ثلاثي للحد من المعاناة الاقتصادية عبر خفض الواردات وتوسيع الصادرات وتحقيق فائض إيرادي، مؤكداً أن عام 2012 سيكون عام الزراعة وجذب الاستثمارات والاهتمام بالتعليم. وأكد أن أهم إنجاز تم على الصعيد السياسي في العام الماضي تمثل في توحيد الصف الوطني. وعلى المستوى الاقتصادي قال: “قطعنا شـــوطـــا مــن الاستقلال الاقتصادي بجراحات مــؤلمـــة وأفـــضـل للجسد أن يتعافى بجراح صعبة وشاقة من أن يتعامى ويتغافل عن علله ويــعــالـجــهــا بالمسكنات، وتـغـلبنا على كـــل الاستهداف والــحـصـار بشتى صنوفه وعبرنا إلى مرافئِ السلام والاستقرار وجنبنا السودان مسالك الحروب الطاحنة والأزمات الخانقة”.