
قتلت قوات الأمن السورية أمس الثلاثاء 24 محتجا في ريف دمشق وحمص وإدلب، في وقت خرجت فيه مظاهرات مسائية بعدة مدن وبلدات سورية. وجاء ذلك بينما تستمر مهمة المراقبين التابعين للجامعة العربية التي تحدثت أمينها العام أمس عن انسحاب الجيش من المدن وإطلاق المعتقلين، وهي تصريحات رفضتها المعارضة.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان إن سبعة محتجين قتلوا برصاص قوات الأمن في حمص، من بينهم الطفلة راما عبد المعين الحلواني (عشر سنوات) التي أصيبت بطلقة متفجرة في الرأس. ومن بين القتلى أيضا مجند قتل رميا بالرصاص لدى محاولته الانشقاق عن قوات الأمن.
وأضافت الهيئة أن ثلاثة قتلوا في جبل الزاوية بمحافظة إدلب قرب الحدود مع تركيا، وقتل عدد مماثل في ريف دمشق.
وسقط هؤلاء القتلى رغم انتشار عشرات المراقبين التابعين للجامعة العربية في محافظات منها حمص وريف دمشق وحماة ودرعا، حيث يقومون بجولات ميدانية ويلتقون السكان.
وشهدت المعضمية بريف دمشق حملات مداهمة واعتقالات شملت النساء.
وخرجت مظاهرات مسائية في عدد من المدن والبلدات السورية للمطالبة برحيل النظام.
وبث ناشطون صورا لمظاهرات في عدد من أحياء حمص، والحولة والرستن، وفي بعض مناطق ريف حلب وريف دمشق، وفي حي الحميدية بحماة.
ويأتي قتل المحتجين أمس في استمرار للحملة الدامية التي يشنها الجيش التابع للرئيس بشار الأسد ضد المدنيين في القرى والمدن السورية، رغم انتشار مراقبي جامعة الدول العربية الذين يتهمهم العديد من المواطنين السوريين وشخصيات المعارضة بتوفير الغطاء للنظام السوري للاستمرار في عمليات القتل.
فقد قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس إن الجيش السوري انسحب من المناطق السكنية ويرابط على مشارف المدن، وأن مئات المعتقلين جرى إطلاق سراحهم، بينما أكد استمرار إطلاق النار واعتبر أن القناصة يمثلون خطرا.
وجاءت تصريحات العربي في محاولة لتهدئة الانتقادات المتزايدة لعمل بعثة المراقبين العرب في سوريا، حيث قال إن "آخر تقرير" تلقاه عبر الهاتف أفاد بأنه "ما زال هناك إطلاق نار وقناصة (في المدن السورية) ومن الصعب القول من أطلق النار على من"، على حد قوله. وأضاف أن "هذا موضوع يجب إثارته مع الحكومة السورية لأن الهدف (من إرسال المراقبين العرب) هو وقف إطلاق النار وحماية المدنيين السوريين".
وقال العربي إن الجيش السوري انسحب من المناطق السكنية ويرابط على مشارف المدن لكن إطلاق النار مستمر وما زال القناصة يمثلون خطراً. وأضاف أن النظام السوري أفرج عن "3484 معتقلاً" منذ وصول المراقبين العرب إلى سوريا. وأوضح أن الجامعة العربية طلبت من المعارضة السورية قوائم بأسماء المعتقلين للتحقق من وضعهم و"وصلت بالفعل" بعض القوائم الاثنين.
وهذا أول مؤتمر صحفي يعقده العربي منذ بدء مهمة المراقبين يوم الثلاثاء الماضي.
وأعلن العربي أن رئيس بعثة المراقبين الفريق أول محمد أحمد الدابي سيرسل إلى الجامعة "أول تقرير له خلال يومين"، مضيفاً أن "أحد وزراء الخارجية العرب طلب عقد اجتماع لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري لدراسة التقرير الذي سيقدمه" الدابي.
ورفضت المعارضة السورية تصريحات الجامعة العربية، حيث أصدرت لجان التنسيق المحلية التي تمثل الناشطين في الداخل السوري بيان انتقد بشدة تصريحات العربي، مؤكدة أن بها "مغالطات".
وقالت في بيانها: "تحدث الرجل عن وهم التزام النظام المجرم بإطلاق سراح آلاف المعتقلين في السجون وأقبية التعذيب ونود تذكيره بأن عشرات الآلاف من المعتقلين تغص بهم فروع الأمن والمقرات الرسمية وغير الرسمية في كل مكان من البلاد".
وأعربت اللجان عن "مخاوف كبرى من تصريحات كهذه، تساهم في إعطاء شهادات حسن سلوك لنظام مجرم يستبيح شعبه دون رقابة أو حساب".
وقالت اللجان: "نود تذكير الأمين العام وبعثة المراقبين بدورهم ومسؤوليتهم المفترضة في حماية المدنيين السوريين، ونطالب الجامعة العربية وأمينها ومراقبيها الالتزام بالحد الأدنى من الحس الأخلاقي والتجرد والنزاهة والموضوعية، وبتحمل الحد الأدنى من مسؤولياتهم المهنية والإنسانية وإعلان عجز الجامعة وبعثتها عن القيام بهذه المهمة بمفردها وطلب العون المهني والفني من المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال".