
قال الرئيس التونسي المؤقت محمد المنصف المرزوقي خلال زيارة يجريها في ليبيا إن جولته المغاربية التي تشمل ليبيا والجزائر والمغرب تستهدف إعادة مشروع المغرب العربي الكبير الذي اعتبره "فرصة تاريخية للنهوض بشعوب المنطقة".
وبدأ المرزوقي أول جولة خارجية له منذ تنصيبه رئيسا للبلاد في 13 ديسمبر الماضي، بزيارة ذات مغزى إلى العاصمة الليبية طرابلس يوم الاثنين.
وقالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن الرئيس التونسي تحدث في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع مصطفي عبدالجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، عن "وضع آليات جديدة من أجل بناء الوطن العربي الكبير من خلال إعادة ضخ الحياة من جديد في المغرب العربي لبناء الوطن المغربي الكبير، بل إلى أوسع من ذلك فيما بعد لإقامة اتحاد الشعوب العربية المستقلة".
وأضاف: "نحن نعتبر أن المغرب العربي هو مشروع يجب الآن أن يعود إلى الحياة، وفي ما يخص تونس نحن نعتبر أن جارتنا الشقيقة الجزائر مهمة جدا لنا، وجارتنا الشقيقة ليبيا أيضا، ولا نستطيع أن نتصور مستقبلا بدونهما، ويجب كذلك أن يكون المغرب وموريتانيا جزءا من هذه المغامرة".
واعتبر المرزوقي أن على تونس وليبيا تجاوز مرحلة التعاون والولوج إلى مرحلة الاندماج، معربا عن أمله في أن تكون زيارته الحالية إلى ليبيا منعطفا في حقبة جديدة من التاريخ الطويل والمشترك بين البلدين الجارين.
وأوضح أن عودة الديمقراطية وسيادة الشعوب "ستفتح مجالا رحبا جدا للاندماج والعمل المشترك، الذي كانت الدكتاتوريات السابقة تمنعه".
وأكد أن زيارته لليبيا تأتي في سياق وضع اللبنات الأولى لتطور جديد من الوفاق المشترك المبني على التواصل الإيجابي في عديد المجالات وخاصة منها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأمنية. وقال إن هذه الزيارة ستتبعها زيارة لرئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي خلال الأيام المقبلة وذلك لتمتين العلاقات الثنائية وتفعيل الاتفاقيات المبرمة سابقا التي كانت "تخضع لمزاج حكام البلدين"، حسب قوله.
وفيما يخص رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي المحمودي، المحتجز لدى السلطات التونسية، قال المرزوقي: مثلما يريد التونسيون استرجاع الرئيس السابق الفار زين العابدين بن علي فإن من حق الشعب الليبي استرجاع المحمودي". لكنه اشترط أن يكون ذلك على أرضية "محاكمة عادلة وقانونية تحمى فيها الحرمة الجسدية".
وأعلن في الوقت نفسه أن عفوا عاما سيصدر في تونس يوم 14 يناير الحالي الذي يصادف الذكرى الأولى للثورة التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي سيشمل السجناء الليبيين في تونس وأصحاب التجاوزات البسيطة.
ومن جانبه، اعتبر رئيس المجلس الانتقالي الليبي أن حادث اختطاف أحد ضباط حرس الحدود التونسي على أيدي مسلحين تمثل "تصرفات فردية لمسلحين ليبيين ولا تعكس إرادة البلدين في تطوير العلاقات والاستفادة من التجارب المشتركة" .
وخُطف ضابط الحدود التونسي على يد مجموعة ليبية مسلحة مجهولة ما لبثت أن أطلقت سراحه، في حادثة هي الأولى من نوعها.
يرافق الرئيس التونسي وفد وزاري اقتصادي وأمني كبير.