أنت هنا

9 صفر 1433
المسلم- د ب أ

طالب معارض سوري بارز بالتدخل الفورى للأمم المتحدة لحماية المدنيين ووقف المجازر واتخاذ مواقف عملية لردع النظام السوري، المتحالف مع إيران وحزب الله ومقتدى الصدر، من إبادة السنة فى سورية، كما دعا إلى دعم الجيش السورى الحر.

وأدان المعارض السوري البارز محمد مأمون الحمصي منسق الجالية السورية في مصر وعضو الأمانة العامة لتجمع قوى الربيع العربي "تخاذل المجتمع الدولى أمام جرائم النظام السورى المستبد الذى مازال يستهتر بالجامعة العربية ومراقبيها ويستمر فى عمليات القتل والإبادة الجماعية ضد الشعب الأعزل بتحالف قوى الشيعة السياسية فى إيران وحزب الله وقوات نور المالكى ومقتدى الصدر والعلوية الأسديه لخدمة بقائه فى السلطة فى ظل إرادة مسلوبة للجامعة العربية وتخاذل الأمم المتحدة".

وتساءل الحمصي في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "لماذا تدخلت الأمم المتحدة فى ثورة ليبيا ولا تريد أن تتدخل فى ثورة سورية فهل النفط الليبي أغلى من الدم السوري ؟"

وحول تقديره لعدد القتلى منذ اندلاع الاحتجاجات المناوئة لنظام الرئيس بشار الأسد، قال الحمصي إن "الحد الأدنى من القتلى خلال تلك الثورة المباركة هو خمسين ألف شهيد و130 ألف مختطف وسجين وأضع نفسي تحت طائلة المساءلة القانونية والقضائية أمام أي محكمة في العالم إن كان في تلك الأرقام تضليل".
وتابع "من بين المختطفين ولدي ياسين الذي خطف منذ أكثر من شهرين من على باب الجامعة في دمشق ولا نعرف عنه شيئا، غير أن أؤكد على شيء وهو أن أي مختطف في سورية هو ابني واخي".
وردا على ما يقوله النظام السوري أنه يتعرض لمؤامرة لأنه ينتهج سبيل المقاومة والممانعة، قال الحمصي "تمنينا كثيرا إحلال السلام بمنطقة الشرق الأوسط ضمن عودة الحقوق كاملة لأصحابها من قبل إسرائيل …النظام السوري حمى حدود إسرائيل ومن يحمي حدود إسرائيل خلال هذه السنوات الطويلة لا يحق له أن يدعي الممانعة والمقاومة”.

وأضاف "أدرك جيدا أن النظام يمانع ويقاوم من خلال قتل الأبرياء وقطع رؤس الأئمة في المساجد وبقصف حمص وبابا عمرو والرستن بكل أنواع الأسلحة فأين كان هذا السلاح وأين كانت تلك الوحشية خلال أربعين عاما من الخيانة؟" في إشارة إلى الجولان المحتل والذي لم يحارب النظام السوري لاسترداده.

وقال: "اليوم أصبح واضحا أن كل السلاح الذي جمع من دماء وعرق السوريين ووضع في المخازن تم استخدامه في إبادة الشعب السوري وليس لإعادة الحقوق أو الأرض المسلوبة من إسرائيل".

وأضاف الحمصي إن "عام 2011 المنصرم يحمل وصمة عار على المجتمع الدولي وعلى جامعة الدول العربية وعلى كل الصامتين على إبادة شعب أعزل مدني منذ عشرة أشهر، العام الماضي هو عام الحقيقة المرة ففي كل يوم كان العالم يزداد ابتعادا عن الإنسانية ويعزز خط المصالح الضيقة على حساب الشعوب المستضعفة التي تسعى للحصول على الحرية والكرامة والحياة بشكل أفضل".

وتابع: "لقد طالبنا المجتمع الدولي بأن يقوم بواجباته الأخلاقية والإنسانية منذ الساعات الأولى لاندلاع الثورة لحماية الشعب السوري من الحرب التي يشنها النظام عليه".

ورأى أن "الدماء السورية المراقة تحولت إلى ملعب لكل القوى الشريرة لإخضاع وإركاع هذا البلد"، موضحا حسب تعبيره أن "هذا الملعب يتكون من ثلاث نقاط أولها أمن أسرائيل ببقاء نظام الأسد، ثانيها دخول واحتلال إيران لسورية، فسقوط الأسد هو إنهاء للحلم الفارسي في الوطن العربي، وثالثها هو عدم وجود النفط الذي يسيل له لعاب الغرب في التدخل السريع".

وقال إن الغرب وهو المسئول عن ضمان الأمن والاستقرار في عالم تخلى عن تلك المسئولية لقاء مصالحه الضيفة فأصبحت إنسانيته مصطنعة وليست نابعة من أخلاقيات أو عقائد أو كتب سماوية تحترم الإنسان والإنسانية".

وتابع: "من المؤلم ان جامعة الدول العربية كانت مشلولة تجاه مطالب السوريين وتجاه بحثهم عن مخرج لحياتهم النكدة، فكل المهل التي منحتها الجامعة للنظام جلبت المجازر وآلاف الشهداء والمهجرين ولم تستطع الجامعة أن تقدم علبة دواء واحدة أو رغيف خبز أو طبيبا معالجا لهذا البلد المنكوب".

وحذر المعارض البارز من أن المظاهرات والاحتجاجات التي ينظمها السوريون لن تبقى سلمية، قائلا: "العام الحالي سيختلف عن الذي مضى والشعب سيبدأ مرحلة العين بالعين والسن بالسن والبادىء أظلم فهذه الاحتجاجات والمظاهرت لن تبقى سلمية".

وبدأت مظاهر تسليح الثورة لحمايتها تأخذ مسارا جديا مع إعلان بعض المنشقين عن الجيش تكوين "الجيش السوري الحر" في وقت سابق العام الماضي. وتنفذ كتائب تابعة للجيش السوري الحر عمليات تستهدف قوات الجيش السوري ودباباته.

وحول بعثة المراقبين التي أرسلتها الجامعة العربية إلى سورية، قال الحمصي إن "تظاهرات يوم الجمعة الماضية والتي حملت اسم الزحف إلى ميادين الحرية جاءت ردا على بعثة الجامعة العربية التي بدأت أواخر العام المنصرم ورسالة من الشعب السوري إلى العالم بأن هذا الشعب لن يركع أبدا".

وأضاف: "نتمنى مع العام الجديد أن تعود لغة العقل ليس إلى هولاء القتلة بل إلى هذا العالم الصامت ولهذا الاستديو الذي يحمل اسم جامعة الدول العربية، ستديو المهل والغطاء لإعطاء وقت للقتل فأصبح شريكا في إبادة الشعب السوري".

وحول صعود التيارات الإسلامية وتشكيلها للحكومات عقب فوزها الكاسح في الانتخابات البرلمانية التي جرت في عدد من الدول العربية، قال الحمصي "إن أي حراك للوطن العربي من قبل الأحزاب الإسلامية لا يكون عنوانه وقف إبادة الشعب السوري والمسلمين السنة في سورية خصوصا من قبل الإجرام الشيعي والعلوي الأسدي يكون خدمة لهولاء القتلة وإشغال الرأي العام عن هذه المأساة الكبيرة".

ومن جهتها، علقت صحيفة يديعوت أحرنوت الصهيونية اليوم على تصريحات العربي حول الوضع في سوريا التي قال إن الدبابات خرجت من المناطق السكنية وإن السلطات أطلقت معتقلين.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها يوم الثلاثاء: "العربي هو ثعلب سياسي محنك، وحتى هو لا يعرف ماذا يفعله بالأسد: أن يساعده على البقاء شريطة أن يتعهد بالكف عن القتل؟ لا يوجد أحد يصدق أكاذيب دمشق. أن يجند العالم للدخول بالقوة إلى سوريا وإسقاط العصبة الحاكمة؟ محظور أن ننسى بأن الأسد (حتى الآن) هو حليف الحرس الثوري الإيراني الذي تعهد بحمايته، ولا أحد سيخاطر في مواجهة جبهوية مع إيران. وإضافة إلى ذلك، فإن روسيا، الصين وكوريا لم ترفع أيديها أمام الجهد الدبلوماسي الذي مآله الفشل".

واستطردت: "ما العمل؟ يبعثون بجنرال سوداني يعرف شيئا أو اثنين عن حاكم يذبح شعبه بدم بارد. حياة الدابي المهنية أكسبته خبرات متنوعة. فقد تبوأ مناصب في الأعمال القذرة في صالح الحاكم وفي جمع المعلومات الاستخبارية بطرق وحشية. يداه بالتأكيد ملطختان بدماء المئات، وربما الآلاف من أبناء شعبه. ولحظه فقط نجا من أمر التسليم للمحكمة الدولية في لاهاي على جرائم الحرب في دارفور (..) نجا من المحاكمة لأنه ‘فقط’ أغمض عينيه حيال القتل، التنكيل الوحشي، الاختطاف، الاغتصاب، السلب والنهب. بالضبط ما يحصل الآن في سوريا، فيما يواصل الدابي إغماض عينيه أمام الحرب الأهلية".