أنت هنا

10 صفر 1433
المسلم- سوريون/ وكالات

اتهم قائد الجيش السوري الحر المنشق العقيد رياض الأسعد الجامعة العربية بالتواطؤ مع النظام السوري، والوقوف معه ضد الشعب السوري، كما اتهم وفد المراقبين التابعين لها بعدم الشفافية. وأكد هذه الحقائق المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن الإفراج عن المحتجزين لم يتم وأن الوجود العسكري في الشوارع ما زال قائما، على عكس تصريحات الجامعة.

وقال العقيد الأسعد في تصريحات نشرتها جريدة "الشروق" الجزائرية ضمن لقاء مطول إن الجامعة العربية متهمة "بالتواطؤ مع النظام السوري، والوقوف معه ضد الشعب السوري الذي يقتل أمام أنظار مراقبيها ولم تحرك ساكنا".

وأضاف أن بعثة المراقبين العرب تشهد اليوم في سوريا خلافات واسعة أمام أعين السوريين وكذا خلال تصريحات عدد منهم، حيث صرّح عدد منهم مؤكدا وجود انتهاكات وجرائم ضد الشعب السوري من قبل الأمن السوري وشبيحة النظام، في حين‭ ‬ينفي‭ ‬ذلك‭ ‬رئيس‭ ‬البعثة.

وأوضح أنه شخصيا اتصل بأحد المراقبين قصد مساعدة البعثة في الوصول للعديد من الحقائق على التراب السوري، والجرائم التي وقعت ولاتزال تتكرر هناك، لكنه لم يحرك ساكنا حول هذا الشأن، كما حاول "الكثير من المواطنين السوريين الوصول لأعضاء البعثة في عدة مدن زاروها، لكن الأمن والشبيحة لم يسمحوا لهم بسبب الطوق الأمني المفروض عنهم من قبل النظام".

وعن إمكانية إنهاء الأزمة السورية في إطار الجامعة العربية، اعتبر الأسعد أن عمل البعثة العربية ولغاية اليوم لم يرق للمستوى المطلوب، "وإلا كيف بقيت السجون والثكنات مليئة بالمعتقلين، ولم يتوقف القتل رغم توقيع السلطات السورية على ذلك وهو البند الأساسي في البروتوكول".

ووصف البعثة العربية بأنها "غير شفافة"، قائلا إنها لم تزر أي موقع متضرر فعلا، لكن قسما قليلا منها فقط وصل لبعض جرائم النظام.

وكشف الأسعد أن "النظام السوري قام بتفريغ السجون من المعتقلين في التظاهرات واستبدلهم بشبيحته لكي يقول للبعثة إنهم مسجونون مدنيون"، مضيفا أن عدد المفرج عنهم منذ خول اللجنة العربية بلغ 35 معتقلا فقط، على عكس ما صرح به الأمين العام الجامعة العربية بأن عدد المعتقين المفرج عنهم 3500 معتقلا.

وجدد الأسعد ما نقلته بعض التنسيقيات بالداخل والتي أكدوا فيها سابقا أن الحكومة السورية قامت بتغيير أسماء بعض الشوارع لتضليل البعثة العربية، مضيفا أن "الأسد قام بتغيير أسماء السجون إلى سجون مكافحة الإرهاب، وغير أسماء ثكنات الجيش والشرطة إلى أمن داخلي".

وأشار الأسعد إلى وجود "1500 معتقل من الضباط المنشقين الذين رفضوا إطلاق النار على إخوانهم، والكثير من المعتقلين لا ندري حتى مصيرهم".

واعتبر الأسعد أن "الجامعة العربية متآمرة على الشعب‭ ‬السوري،‭ ‬فبدل‭ ‬أن‭ ‬توقف‭ ‬القتل‭ ‬ببعثتها‭ ‬المتواجدة‭ ‬بسوريا‭ ‬ارتفع‭ ‬عدد‭ ‬القتلى‭ ‬يوميا‭ ‬إلى‭ ‬فوق‭ ‬الأربعين‭ ‬بدل‭ ‬الـ20‭ ‬قتيلا‭ ‬يوميا". واعتبر‭ ‬أن‭ ‬موقف‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية.

وأيد تلك التصريحات أيضا المرصد السوري لحقوق الإنسان حيث أكد أن قوات الأمن ما زالت تحتفظ بعربات مدرعة في شوارع مدن سورية في حالة تأهب للتعامل مع المحتجين حتى بعد أن أعلن مراقبو الجامعة العربية انسحاب هذه المدرعات.

وقالت جماعات معارضة في مدن إدلب في الشمال وحمص في الوسط ودرعا في الجنوب إن الجيش أخفى المدرعات واستبدل الدبابات بعربات مُصفحة زرقاء اللون قائلا إنها تابعة للشرطة.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن الإفراج عن المحتجزين لم يتم وأن الوجود العسكري في الشوارع ما زال قائما.

وأظهرت مقاطع فيديو نشرها نشطاء على الانترنت عربات مدرعة مختبئة خلف حواجز ترابية مرتفعة.

وقال أحد النشطاء في تسجيل مصور يظهر فريقا من الرجال يرتدون قمصانا برتقالية اللون يبدو أنهم مراقبو الجامعة العربية وهم يقفون قرب عربة مدرعة تتمركز خلف حاجز "نبيل العربي أنت في القاهرة ونحن في بابا عمرو. ها هي الدبابات وهؤلاء مراقبوك".