أنت هنا

10 صفر 1433
المسلم- وكالات

وافق الرئيس الأفغاني حامد كرزاي يوم الأربعاء على تفاوض الولايات المتحدة مع حركة طالبان المقاومة وعلى قرار الحركة فتح مكتب للحركة في قطر، معتبرا أن هذا يمكن أن يمنع المزيد من الصراع ومقتل مدنيين أبرياء.

وتأتي تصريحات كرزاي بعد يوم من إعلان طالبان إنها توصلت إلى اتفاق مبدئي لإنشاء مكتب سياسي في قطر وطلبت الإفراج عن سجناء محتجزين في السجن العسكري الأمريكي في خليج جوانتانامو. وقالت الحركة أمس إنها توصلت إلى "اتفاق مبدئي مع الأطراف المعنية بما فيها قطر" لإقامة مكتب تمثيلي خارج أفغانستان، معتبرة تلك الخطوة تمهيدا لأجراء محادثات تنهي الحرب الدموية المستمرة منذ تسع سنوات في أفغانستان.

ويقول مسؤولون غربيون وأفغان إن إنشاء المكتب خطوة مهمة للمضي قدما في جهود سرية للتوصل إلى نهاية عن طريق التفاوض لحرب مستمرة منذ عشر سنوات. ولم يشر بيان طالبان لحكومة كابول.

وقال كرزاي ومسؤولون أمريكيون أكثر من مرة إن أي عملية سلام مع طالبان يجب أن تقودها الإدارة الأفغانية، بعدما غضب كرزاي في الماضي بسبب أنباء عن محادثات بين طالبان والاحتلال تم استبعاده منها.

غير أنه بعد تأجيل دام 24 ساعة للرد على الإعلان قال كرزاي إنه يؤيد هذا التحرك.

وقال مكتب كرزاي في بيان: "أفغانستان توافق على المفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان التي ستؤدي إلى إنشاء مكتب في قطر".

وأضاف البيان أن المحادثات قد تنقذ أفغانستان "من الصراع والتآمر وقتل الأبرياء".

وقال مسؤولون أمريكيون كبار لرويترز الشهر الماضي إنه بعد عشرة أشهر وصلت محادثات مع طالبان إلى منعطف حاسم وسيعرفون قريبا ما إذا كان من الممكن تحقيق انفراجة.

وفي إطار الجهود الدبلوماسية المتسارعة تبحث الولايات المتحدة نقل عدد من سجناء طالبان من الشخصيات الكبيرة من خليج جوانتانامو إلى السجن في أفغانستان.

وجاءت الدعوة لتعامل دولي دائم مع قضية طالبان بعد سلسلة من الجهود الفاشلة لإجراء محادثات من جانب أفغان وحلفاء غربيين بعضها مع وسطاء تبين أنهم محتالون.

وبلغت هذه الجهود ذروتها بقتل الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني مبعوث كرزاي للسلام في سبتمبر 2011 على يد رجل تم قبوله على أنه ممثل لطالبان وهو ما قضى على ما يبدو على رغبة كرزاي في المفاوضات بصفة مؤقتة.

وسيساعد إنشاء مكتب لطالبان في قطر في التعامل مع المخاوف الأفغانية بشأن نفوذ الحكومة الباكستانية على الحركة المتمردة التي يعتقد أن قادتها يتمركزون عبر الحدود التي يسهل اختراقها مع باكستان.