
كشفت مصادر سورية مطلعة عن اتفاق روسي/إيراني مع المعارضة السورية بالداخل -وهي صنيعة النظام- يقضي بمنحها السلطة في مرحلة ما بعد الأسد، إن هي نجحت في اختراق المجلس الوطني السوري الذي يمثل المعارضة الحقيقة ويتواجد أعضاؤه بالخارج. يأتي ذلك بينما قتلت القوات السورية 5 أشخاص صباح الخميس على أيدي القوات السورية.
وقال موقع "سوريون" المؤيد للثورة السورية ضد الرئيس بشار الأسد، إن مصادر وثيقة الصلة كشفت عن اتفاق روسي/إيراني مع "هيئة التنسيق الوطنية" (المعارضة بالداخل) برئاسة المنسق حسن عبد العظيم بمنحها خياران الأول: إشراكها في السلطة ومنحها مناصب رفيعة بمن فيها رئاسة الوزراء إن هي قبلت المشاركة في السلطة، بينما الخيار الثاني: أن يتنازل الأسد لهيئة التنسيق فيما تحصل على دعم روسي وإيراني وبالتالي تكون المصالح الروسية والإيرانية قد تم ضمنها وقد تم خطف الثورة وحرفها عن مسارها.
وهئية التنسيق الوطنية هي إطار يضم المعارضة في الداخل، ويقول مراقبون إنها ليست معارضة حقيقية بل هي صنيعة النظام السوري الذي استخدمها لتحسين صورته والإيحاء بوجود ساحة سياسية حرة بها جهات معارضة للحزب الحاكم.
بينما المجلس الوطني السوري، هو مجلس جرى تشكيله مؤخرا في مدينة إسطنبول التركية ويضم جهات إسلامية وعلمانية، وشخصياته من المعارضين الذين يعيشون في المنفى هربا من بطش نظام الأسد، ومن بينهم حركة الإخوان المسلميين في السورية. ويدعم المجلس الثورة السورية ويسعى إلى أن يكون الممثل الرئيس عن الشعب السوري.
وقال موقع "سوريون نت" إن "وفدا رفيع المستوى من هيئة التنسيق الوطني برئاسة المنسق حسن عبد العظيم زار إيران أخيرا واتفق على كامل الخطة مع القيادة الإيرانية سيما بعد أن يئست من موقف الإخوان المسلمين الصلب والمتشدد إزاء أي تعاون مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد".
وكان نائب المراقب العام للإخوان المسلمين فاروق طيفور قد طالب -في مقابلة صحفية أمس مع صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية- إيران بالتخلي عن نظام بشار الأسد والانحياز إلى الشعب السوري.
ويذكر الشعب السوري لحسن عبد العظيم موقفه المخزي قبل سنوات حين خذل مجموعة "إعلان دمشق" المعارضة للنظام، ووقف ضدها، وانضم إلى الهيئة التنسيقية التي توصف بأنها "معارضة مدجنة تابعة للنظام السوري".
ولفت موقع "سوريون" إلى أن المحللون يعتبرون موقف المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الرافض لوثيقة الاتفاق بين هيئة التنسيق وبرهان غليون، يعتبر بمثابة صفعة قوية للهيئة وللمخطط الروسي والإيراني في حرف الثورة عن مسارها.
وميدانيا في سوريا، قتل خمسة أشخاص الخميس، أربعة منهم بنيران القوات السورية في محافظة دير الزور والخامس برصاص قناص في مدينة حمص.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له: "استشهد ما لا يقل عن أربعة مواطنين إثر إطلاق نار من رشاشات ثقيلة من قبل القوات السورية في قرية غريبة شرق دير الزور".
كما ذكر في بيان آخر مقتل مواطن سوري "برصاص قناص في حي الخالدية" بمدينة حمص.
وأضاف أن مواطنا آخر قضى "متأثرا بجراح أصيب بها قبل أيام في حي الخضر" في حمص.
وفي محافظة درعا أفاد المرصد عن اشتباكات دارت فجر الخميس قرب أحد المراكز العسكرية في مدينة الصنمين بين "14 عنصرا انشقوا عن الجيش بينهم ضابط برتبة نقيب والجيش النظامي السوري"، مشيرا إلى أن "العناصر المنشقة تمكنت من الفرار".
كما ذكر المرصد أن الأجهزة الأمنية في إحدى مدن المحافظة تستخدم شبانا دروعا بشرية لمنع المنشقين من شن هجمات.
وجاء في بيان للمرصد إن "الأجهزة الامنية تقوم بمدينة جاسم باعتقال شبان من المدينة مساء كل يوم وتحتفظ بهم حتى الصباح كدروع بشرية في مخفر المدينة خوفا من هجمات المجموعات المنشقة".
وتشهد سوريا حركة احتجاجية غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الأسد أوقعت أكثر من خمسة آلاف قتيل منذ انطلاقها في منتصف مارس بحسب أرقام الأمم المتحدة.