أنت هنا

16 صفر 1433
المسلم- وكالات/ الرسالة/ فيسبوك

استقبل أحمد الطيب شيخ الأزهر صباح الثلاثاء رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية في مقر المشيخة بالقاهرة، بعد أن استقبلته الجماهير الحاشدة في مطار القاهرة أمس لدى وصوله قادما من تونس.
وكان شباب مصريون قد دشنوا حملات على مواقع التواصل الاجتماعي للدعوة إلى استقبال هنية في المطار استقبالا حاشدا، في مواجهة الفتور الذي تعاملت به الحكومة المصرية مع هذا الرمز الفلسطيني ورفض استقباله رسميا.
وتناول لقاء هنية بشيخ الأزهر ملف القدس المحتلة وإجراءات الاحتلال التهويدية بحق المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك.
كما خلص إلى الاتفاق حول عقد مؤتمر عالمي إسلامي في القاهرة لبحث ملف القدس ومواجهة تهديدات الاحتلال، والترتيبات جارية لعقده دون تحديد موعد له حتى الآن.
وتناول اللقاء كذلك ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية؛ حيث أكد هنية لشيخ الأزهر "العمل بجديّة لتحقيق المصالحة دون أن تكون على حساب حقوق الفلسطينيين وثوابتهم".
وكان هنية وصل القاهرة مساء الإثنين قادمًا من تونس، حيث استقبلته عدة وفود شعبية رفعت الأعلام الفلسطينية ولافتات أكدت عمق العلاقة الفلسطينية - المصرية.
وجاء الاحتشاد لاستقبال هنية بعد دعوات على فيسبوك للاعتراض على عدم استقبال هنية رسميا في مصر، وعدم مقابلة رئيس الوزراء المؤقت كمال الجنزوري لهنية استقبلا رسميا. ومنها صفحة دشنت بعنوان "مش هنكسفك زي ما عملت حكومة الجنزوري"، تابع فيها شباب مصريون زيارة هنية لمصر.
ومن جانبه، قال موقع الرسالة نت القريب من حركة حماس التي ينتمي إليها هنية، إن جماعة الإخوان المسلمين في مصر قالت إهن الجنزوري أضعف من اتخاذ قرار استقبال هنية.
كما نقل الموقع عن مصادر قولها إن ضغوطا مارستها السلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها فتح والولايات المتحدة والحكومة "الإسرائيلية" على الحكومة المصرية لمنع لقاء الجنزوري بهنية. وأوضح أن الضغوط تمثلت بإرسال رسالة من الطيب عبد الرحيم عضو حركة فتح للمجلس العسكري المصري تطالبه بعدم استقبال هنية كرئيس للوزراء بل كقيادي في حركة حماس، وأن حكومة الجنزوري والمجلس العسكري استجاب لتلك الضغوط وقرر منع اللقاء.
وكانت السلطة الفلسطينية قد احتجت على استقبال تونس لهنية استقبالا رسميا. وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في اتصال هاتفي مع الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي: "لقد اخطأت تونس في أبجديات السياسة والبروتوكول ولن أزورها إلا باعتذار رسمي". لكن المرزوقي رد بالقول: "بدأنا بناء دولة القانون وحسب قانونكم هنية رئيسا للوزراء حتى ينال غيره ثقة التشريعي".
وهنية تم اختياره رئيسا للوزراء في 2005 بترشيح الأغلبية البرلمانية التي فازت بها حماس في الانتخابات التشريعية في ذاك العام. لكن عباس وقادة فتح انقلبوا على اختيار الشعب الفلسطيني، وقام عباس بإقالة غير قانونية لرئيس الوزراء هنية، وعين حكومة تصريف أعمال بقيادة سلام فياض، لكن المجلس التشريعي لم ينعقد للمصادقة عليه، خاصة بعد اعتقال "إسرائيل" للنواب المنتمين إلى حركة حماس.