أنت هنا

17 صفر 1433
المسلم- وكالات

عاودت الطائرات الأمريكية بدون طيار يوم الأربعاء إطلاق صواريخها على المناطق القبلية في باكستان لاستهداف عناصر من المقاتلين الإسلاميين، بعد توقف منذ تصاعد الأزمة الدبلوماسية بين السلطات الباكستانية والقوات الأمريكية في نوفمبر الماضي.

وقال مسؤولو أمن ومخابرات باكستانيون إن الطائرات الأمريكية أطلقت صواريخ على مشارف بلدة ميران شاه في وزيرستان الشمالية، واستهدفت بها منزلا ما أسفر عن مقتل أربعة مسلحين على الأقل.

كما قال مصدر رسمي في واشنطن إنه لا يعتقد أن أحدا ممن وصفهم بـ"المتشددين المعروفين" كان مستهدفا أو أصيب في الهجوم.

واستخدمت الطائرات بلا طيار بشكل متزايد في السنوات القليلة الماضية ضد المقاتلين الإسلاميين الذين يستهدفون مصالح الجيش الأمريكي في باكستان ويهاجمون خطوط إمداد قواته المحتلة لأفغانستان. وكثيرا ما يشكك المقاتلون ومن بينهم حركة طالبان الباكستانية في الروايات الرسمية لمثل هذه الهجمات وأعداد القتلى ويؤكدون أن العديد من المدنيين يسقطون ضحايا في تلك الهجمات.

وهذا هو أول هجوم من نوعه منذ 17 من نوفمبر من العام الماضي، بعدما تصاعدت الأزمة الدبلوماسية بين الحكومة الباكستانية والقوات الأمريكية في وقت لاحق ذاك الشهر بعد غارة جوية شنها حلف شمال الأطلسي (الناتو) عبر الحدود في 26 من نوفمبر وأدت إلى مقتل 24 جنديا باكستانيا.

وتثير مثل هذه الهجمات غضبا واسعا في باكستان بسبب انتهاكها لسيادة الدولة على أراضيها إلى جانب سقوط مدنيين.

وتسببت هذه الواقعة في فتور شديد في العلاقات المتوترة أصلا بين الولايات المتحدة وباكستان مما دفع باكستان إلى قطع طريق إمداد عن قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان.

وأخلت الولايات المتحدة قاعدة جوية نائية كانت تستخدم في شن هجمات سرية بطائرات بلا طيار على المقاتلين الإسلاميين في إقليم بلوخستان في جنوب غرب باكستان في الشهر الماضي. وطلبت باكستان من القوات الأمريكية مغادرة القاعدة بعد غارة الناتو.

لكن مسؤولون أمريكيون نفوا أن يكون التراجع في الهجمات بالطائرات بلا طيار بسبب الأزمة الدبلوماسية مع الحكومة الباكستانية، بل يصرون على أن تلك الغارات الجوية مرهونة بمدى توفر المعلومات اللازمة عن المواقع المستهدفة، ملمحين إلى أن مثل هذه المعلومات أصبحت شحيحة في الآونة الأخيرة.

وأيا كان السبب فإن أحدث ضربات جوية تظهر فيما يبدو أنه إذا ما كان هناك حظر على مثل تلك الهجمات فقد تم رفعه، وهو ما قد يشير إلى تنسيق جديد بين الإدارة الأمريكية والحكومة الباكستانية الموالية لها.