أنت هنا

18 صفر 1433
المسلم- وكالات

أعلن مراقب في البعثة العربية لسوريا أنه ربما ينسحب من مهامه محتجا على عدم فاعية البعثة في إنهاء معاناة المدنيين. وتأتي الخطوة بعد أن انسحب مراقب آخر في وقت سابق الأربعاء بسبب كون البعثة عاملا يساعد الرئيس السوري بشار الأسد على كسب الوقت وقتل المزيد من المحتجين.

ونقلت وكالة أنباء رويترز عن المراقب قوله إنه ربما ينسحب لأن البعثة لم تثبت فاعليتها في إنهاء معاناة المدنيين. وطلب المراقب الذي كان يتحدث عبر الهاتف من سوريا عدم ذكر اسمه لأنه غير مصرح له بالتحدث لوسائل الإعلام.

وجاءت تصريحاته بعد يوم من إبلاغ المراقب الجزائري أنور مالك قناة الجزيرة بأنه انسحب من البعثة لأن مهمة السلام تحولت إلى "مسرحية". وكان انسحاب مالك ضربة للبعثة التي انتقدتها بالفعل المعارضة السورية ووصفتها بأنها كيان بلا أنياب يساعد الأسد في كسب الوقت.

وتعثر عمل البعثة بالفعل بسبب هجوم على المراقبين في مدينة اللاذقية الساحلية في غرب البلاد هذا الأسبوع ألحق إصابات طفيفة بأحد عشر مراقبا ودفع الجامعة العربية لتأجيل إرسال مراقبين آخرين إلى سوريا للانضمام إلى نحو 165 هناك.

ومن شأن استقالة عضو آخر من البعثة أن يقوض مصداقية أي تقرير تصدره يتجاهل جرائم الأسد وقواته الأمنية.

وسُئل المراقب عما إذا كان يتفق مع وصف مالك للمهمة بأنها فاشلة فقال "هذا صحيح.. صحيح. حتى أنني أحاول المغادرة يوم الجمعة. إنني ذاهب إلى القاهرة أو مكان آخر.. لأن المهمة غير واضحة ... لا تخدم المواطنين. لا تقدم أي شيء".

وأضاف: "استغلت السلطات السورية ضعف أداء الوفد ولم تستجب. لا توجد استجابة حقيقية على الأرض".

وقال "المعدات العسكرية لا تزال موجودة حتى في المساجد. طلبنا سحب العتاد العسكري من مسجد أبو بكر الصديق في درعا ولم يتم سحبه حتى اليوم".

وبدأت مهمة بعثة المراقبة في 26 ديسمبر وتهدف للتحقق من امتثال سوريا لاتفاق لوقف حملة ضد الاحتجاجات المناهضة للأسد التي بدأت قبل عشرة أشهر وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 5000 شخص قتلوا فيها.

وكان اختيار الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي من السودان لرئاسة البعثة قد أثار بالفعل قلق نشطاء المعارضة الذين يقولون ان تحدي السودان للمحكمة الجنائية الدولية يعني أن من المرجح ألا يوصي المراقبون بتحرك قوي ضد الأسد.

وقال المراقب إن السلطات السورية لم تظهر أي استعداد حقيقي للامتثال للخطة في حين يفتقر المراقبون للخبرة.

وقال وهو يصف منطقة زارها في مدينة حمص في وسط سوريا "هناك قمع. قمع شديد ومعاناة كبيرة.. أكثر مما يمكن تخيله".

وأضاف: "هذه مشكلة كبيرة للغاية مرتبطة أولا بالرغبة العامة من جانب السلطات السورية في التعاون مع الوفد بشكل حقيقي ودون مناورة".

وتابع قوله: "ثانيا .. تتعلق بخبرة الوفد ... إنه يحتاج الخبرة في مجالات المراقبة والدبلوماسية والقانون الدولي".

وفي حين قال اجتماع للجامعة العربية بشأن سوريا يوم الأحد إنه لا يزال ملتزما بالمهمة قال المراقب إن مراقبين يفكرون بشكل فردي في الانسحاب إما خوفا على حياتهم أو إحباطا بسبب الفشل في إحداث فرق.

وقال عدنان خضير رئيس غرفة عمليات المراقبة بالجامعة ان المراقبين يمكن أن يستأنفوا العمل غدا الخميس بعد توقفهم لمدة يومين عقب هجوم اللاذقية. وأضاف أن جميع المراقبين بخير ولا توجد مشكلات.

وبموجب خطة السلام العربية يتعين على السلطات السورية الالتزام بوقف مهاجمة المحتجين السلميين وسحب القوات والدبابات من الشوارع وإطلاق سراح المعتقلين وبدء حوار سياسي.

وقال المراقب إن تلك الوعود لم تنفذ حيث لا يزال الجيش السوري في المدن وحتى في مناطق سكنية في حين أن من الصعب أيضا التحقق مما إذا كان قد تم الإفراج عن سجناء سياسيين.

وتقول المعارضة إن المفرج عنهم هم سجناء جنائيين وليسوا سياسيين.

كما أضاف المراقب: "هناك كثير من المعتقلين غير محتجزين رسميا. هل هم محتجزون لدى أمن القوات الجوية.. هل هم لدى الأمن العسكري.. هل هم لدى الأمن السياسي؟"

وذهب مالك لأبعد منذ ذلك إذ اتهم سوريا بارتكاب جرائم حرب وتعذيب سجناء. ورفضت الجامعة العربية التي علقت عضوية سوريا في نوفمبر رواية مالك وقالت إن المرض منعه من القيام بعمله.

وقال المراقب إن مالك ربما اتصل ببعض أعضاء المعارضة السورية لكنهما زارا حمص معا.

وتابع المراقب يقول إن السلطات السورية سمحت للمراقبين بزيارة أي مناطق يختارون الذهاب إليها لكنها رفضت مرافقتهم في أحياء متوترة مما أجبرهم على الاختيار بين البقاء بعيدا أو المخاطرة بالذهاب بمفردهم.

وقال إنه وصل إلى سوريا في 27 ديسمبر وزار حمص ودمشق ودرعا. وأضاف أن حي بابا عمرو في حمص في حالة صعبة بشكل خاص.

وقال المراقب إنه لم يشاهد دليلا على مزاعم الحكومة السورية بأنها تواجه إرهابيين ومسلحين إسلاميين ومتآمرين تسلحهم وتحركهم جهات أجنبية، وأن هؤلاء المزعومين قتلوا 2000 من قوات الأمن.

وأضاف المراقب: "لم نشعر بخوف أو تهديد أثناء حديثنا معهم. في كل المناطق التي زرناها لم نقابل أي مسلحين إلا إذا كانوا قد أخفوا بنادقهم... ما وجدناه هو مواطنون في بيوتهم تحدثوا عن معاناتهم".