
أثار "الحجاب" الذي ارتدته ملكة هولندا بياتركس أثناء زيارتها لعدد من المساجد في كل من الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان مؤخراً، غضب اليمين المتطرف في بلادها والمعروف بعدائه للإسلام.
وقاد زعيم حزب "الحرية" اليميني المتشدد، خيرت فيلدرز، حملة الانتقادات ضد الملكة، واصفاً قبولها ارتداء غطاء الرأس وعباءة طويلة بانه "تشجيع لاضطهاد النساء المسلمات في العالم"، كما استغل المناسبة لتجديد تحذيراته من أن تتحول هولندا إلى "قلعة إسلامية متشددة"، بحسب زعمه.
وادعى فيلدرز أن لباس الملكة "عرض مخز"، وتساءل عما إذا ما كان بوسع الحكومة تجنب ما وصفها بـ"الحادثة"، كما تساءل عما إذا ما كانت الملكة نفسها تدرك أنها بفعلها هذا "تضفي الشرعية على اضطهاد المرأة في الإسلام"، على حد افترائه.
من جهته دافع وزير الخارجية الهولندي، أوري روزنتال، عن تصرف الملكة وقال إنها "ارتدت الحجاب من باب الاحترام والتقاليد الإسلامية."
وكانت إذاعة هولندا العالمية قد نشرت تقريرا أوضحت فيه تزايد العنصرية ضد المسلمين في هولندا.
وقالت نقلا عن كتاب جديد حول الاسلاموفوبيا والتمييز: "بين عامي 2005 و2010 وقعت في هولندا أكثر من 100 حادثة اعتداء على المساجد، والملفت انه هذه الحوادث أكثر مما وقعت في البلدان المجاورة من حوادث مماثلة. في الغالب لا يعاقب الجناة ولا يتقدم المسلمون بشكوى لدى الشرطة."
واضافت "في التسعينات تميزت هولندا بأنها البلد الأكثر تسامحا مع الديانات الأخرى".
وتابعت "وفجأة أظهرت استطلاعات الرأي أن نفورا واضحا من الإسلام قد بدأ ينمو. اعتقد الباحثون أن هذا (التراجع عن التسامح) والقطيعة مع الماضي (المتسامح) أمر لا يمكن أن يحدث. ولكن كان الأمر كذلك".
وأوضحت أن السياسة الهولندية أثارت الكراهية ضد المسلمين على نحو ابعد.