
هدأ القتال يوم الأربعاء في بلدة الزبداني السورية التي سيطر عليها الجيش السوري الحر في وقت سابق، وذلك بعد سريان وقف هش لإطلاق النار. يأتي ذلك بينما قال معارض سوري بارز أن الجيش الحر يجازف بجر سوريا إلى "فوضى لا نهاية لها".
وأفادت مصادر معارضة وسكان في بلدة الزبداني بأن القتال قد هدأ لكن طلقات الرصاص تسمع من آن لآخر. ونقلت رويترز عن أحد السكان قوله عبر الهاتف: "يبدو انها نيران للتغطية ليتمكنوا من سحب عدة عربات مدرعة ودبابات أصابها المنشقون أو دمروها".
ولم تعقب السلطات السورية كما لم تشر وسائل الإعلام الحكومية إلى وقف إطلاق النار في الزبداني أو إلى القتال الذي استمر خمسة أيام سبقت الاتفاق.
ويبلغ عدد سكان الزبداني 40 ألف نسمة قرب الحدود اللبنانية.
ووقف إطلاق النار الذي تم التفاوض عليه قبل أيام من اجتماع مقرر للجامعة العربية لتقرير مصير بعثة المراقبة التي أرسلتها سيكون أول اتفاق ناجح في الانتفاضة المستمرة منذ عشرة أشهر إذا تماسك. وانهارت محاولة للتفاوض على وقف لإطلاق النار أثناء معارك في بلدة الرستن بوسط البلاد في يوليو الماضي واستعادت قوة مدرعة السيطرة بعد عشرة أيام من قتال المنشقين عن الجيش.
وقال ناشطون في الزبداني -- التي ترتبط بطرق تهريب قديمة في الجبال الوعرة التي تفصل بين سويا ولبنان -- إنه يصعب اقتحامها أكثر من الرستن التي تحيط بها أراضي زراعية مسطحة.
والاحتجاجات المناهضة للأسد متكررة في الزبداني وهي بلدة بها مزيج من السُنة والمسيحيين وتبعد 30 كيلومترا شمال غربي دمشق. وشاهد مراقبون عرب مظاهرة هناك هذا الأسبوع أثناء توقف في القتال وفقا لما ذكره سكان ولقطات على موقع يوتيوب.
وقال ماهر إسماعيل وهو متحدث باسم الجيش السوري الحر الذي يساعد في الدفاع عن البلدة أنه يعتقد أن النظام وافق على الهدنة لأنه يعلم أنه بسبب الأراضي الجبلية فإن قواته إذا خاضت قتالا فإنها ستمنى بخسائر فادحة أكثر من المنشقين رغم الفرق في الأسلحة.
وأضاف أن حسابات الجيش السوري الحر حتى الآن هي أن النظام سيوقف إطلاق النار لكنه لن يتراجع وأنه يتوقع أن النظام ربما يخطط لاستراتيجية جديدة للهجوم.
ومن جانبه، اعتبر الناشط السوري المعارض ميشيل كيلو في تصريحات نشرت يوم الأربعاء أن الجيش الحر يجازف بجر سوريا إلى "فوضى لا نهاية لها". وقال كيلو الذي قضى ست سنوات في السجن لمعارضته نظام الأسد إن النظام بات "يائسا" ويحاول تحويل الصراع إلى صراع إقليمي.
قال كيلو إن الجيش الحر "يريد مهاجمة 400 ألف شخص ببضع آلاف من الجنود الذين لا يشكلون جيشا... سيسقط البلاد في فوضى بلا نهاية. هذا جنون".
وبدأ الجيش الحر من خلال مجموعة من الجنود انشقوا عن الجيش النظامي بعد رفضهم أوامر إطلاق النار على المحتجين. ودعا الجنود الشرفاء إلى الالتحاق به لحماية المدنيين.