أنت هنا

28 صفر 1433
المسلم- خاص

أكدت هيئة علماء المسلمين اليوم الأحد أن "التصريحات المشؤومة التي أدلى بها قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني مؤخرا، تنذر بشر مستطير لن يطال العراق فحسب، بل المنطقة بأسرها".

وأوضحت الهيئة في بيان لها حصل المسلم على نسخة منه أن تصريحات ( سليماني ) التي قال فيها ((إن العراق وجنوب لبنان يخضعان لإرادة طهران وأفكارها، وأن بلاده يمكنها أن تنظم أية حركة تهدف إلى تشكيل حكومات إسلامية في هذين البلدين))؛ لم تكن مستغربة، وذلك لأن العميد ( سليماني ) معتمد منذ سنوات من قبل القيادة الدينية والسياسية الإيرانية في الملف العراقي، وهو من المتورطين بإدارة اللعبة السياسية على أرضه، وبدعم أذرعه في العراق من ميليشيات القتل التي تسببت بإسالة دماء عشرات الآلاف من العراقيين الأبرياء، وأدوات الإفساد التي تعيث خراباً في العراق ومقدراته.

وأشار البيان إلى أن ما قاله ( سليماني ) له ما يسنده في الواقع العراقي؛ فالنفوذ الإيراني موجود بقوة في هذا البلد الجريح منذ الاحتلال الغاشم وحتى الساعة، وقد تنامى في الآونة الأخيرة على نحو غير مسبوق، كما أن إيران لديها خطة في المرحلة القادمة تتجاوز فيها جرمها المعتاد في اعتماد الدماء العراقية ورقة في لعبتها مع الدول؛ إلى ما هو أكثر خطورة وأشد هولاً.

ودعت الهيئة، الشعب العراقي والدول العربية وخاصة دول الجوار إلى التعامل مع هذه التصريحات بجدية، والاستعداد لما تلمح له طهران بشأن قدوم مرحلة مليئة بالمخاطر والمفاجآت، مطالبة ساسة النظام الإيراني بالتوقف عن اللعب بالنار، وإن يعلموا بأن العراق ليس لقمة سائغة لهم كما يظنون، كما عليهم الاتعاظ بعبر الماضي المليء بالذكريات السلبية عن العلاقة بينهم وبين الشعب العراقي الأبي.

وفي ختام بيانها، لفتت هيئة علماء المسلمين، إلى أن الهدف من التصريحات الخجولة الصادرة عن بعض المشاركين في العملية السياسية الحالية ازاء تصريحات سليماني، هو رفع الحرج الكبير الذي أوقعتهم فيه هذه التصريحات، لاسيما أنهم كانوا طيلة السنوات الماضية وحتى عهد قريب يزعمون بعدم وجود أي تدخل إيراني في العراق، فضلاً عن كونهم الأدوات التي ينسل من خلالها هذا النفوذ السافر الرامي الى الحاق المزيد من الأذى بالعراق وشعبه الصابر الصامد.