
نفى المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا سيطرة أنصار الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي على مدينة بن وليد التي كانت آخر معاقل النظام السابق. يأتي ذلك بعد أن وردت أنباء عن مهاجمة أنصار القذافي لثكنات قوات موالية للحكومة ورفع أعلامهم الخضراء في أنحاء المدينة.
وأضاف أن قوات تابعة لوزارة الدفاع توجهت للمنطقة للتعامل مع الأمر كما أكد أن سلاح الطيران الليبي يحلق في سماء المنطقة.
وجاءت تصريحات عبد الجليل في حوار مع قناة الجزيرة مساء أمس الاثنين، كما نقلتها صحيفة "ليبيا اليوم" التي ساندت الثوار منذ بداية انتفاضتهم ضد القذافي.
لكن الصحيفة أوردت في خبر منفصل روايات لشهود من داخل البلدة وتصريحات لقائد عسكري للقوات المتمركزة في بني وليد.
ونقلت عن إمبارك صالح الفطماني عضو المجلس الوطني الانتقالي السابق عن بني وليد وقائد كتائب الثوار في المدينة حاليا قوله إن الوضع الأمني يوم الإثنين داخل بني وليد "خطير جدا وأن ثوار بني وليد في خطر حقيقي"، مضيفا أنهم يتعرضون للإبادة على أيدي من وصفهم "أزلام النظام" إن لم يتدخل المجلس الوطني وكتائب الثوار من المناطق الأخرى بأسرع وقت ممكن.
وتابع: "أزلام النظام من الملثمين في بني وليد ومسانديهم من المدن الأخرى يحاصرون مقر كتيبة شهداء 28مايو، ويضربونها بجميع أنواع الأسلحة، وقاموا برفع الأعلام الخضراء ورددوا هتافاتهم المعروفة" التي تنادي ببقاء معمر القذافي.
وأوضح أنه سقط من صفوف الثوار داخل كتيبة 28 مايو حتى الآن أربعة شهداء وسبعة وعشرون جريحا و لم تستطع سيارات الإسعاف الوصول لهم بسبب تمركز قناصة تابعين لفلول القذافي فوق المدرسة والمسجد المجاورين للكتيبة.
كما أكدت وكالات الأنباء العالمية سقوط القتلى الأربعة من خلال روايات منفصلة لشهود عيان.
وذكر الفطماني أنه تم ضرب الثوار داخل بني وليد بأسلحة ثقيلة ومتوسطة من بينها قذائف "آر بي جي" وصواريخ حرارية، محذرا من خطورة سقوط بني وليد في أيدي أزلام القذافي وتبعات ذلك على المناطق المجاورة لها وبقية المدن.
وحمّل الفطماني المسؤولية كاملة للمجلس الانتقالي إن انفلتت الأمور زيادة على ذلك في بني وليد، متهما المجلس بالتراخي عن إرسال القوات التي وعد بها عقب المواجهات التي شهدتها المدينة خلال الفترة الماضية.
وأوضح الفطماني أن المدينة شهدت ليلة البارحة ووفقا لشهود عيان دخول عشرين سيارة قادمة من جهة قبيلتي المشايشة والمقارحة ومجموعة سيارات أخرى قادمة من مدينة ترهونة.
وأضاف أن المهاجمين من أزلام النظام ممن أطلق عدد منهم من سجون المدن القريبة خلال الفترة الماضية قاموا ليلة البارحة بتوزيع مناشير قالوا فيها "إنهم سيعودون قريبا وسيطردون الجرذان".
ويستبعد انتشار أنصار القذافي الذين هزموا في الحرب بين الثوار والنظام البائد على مستوى البلاد لكن هذا التحول في الوضع الأمني في بني وليد من شأنه أن يزيد المشاكل والضغوط التي تعاني منها الحكومة الهشة.
وبني وليد وهي قاعدة قبيلة ورفلة القوية وكانت واحدة من آخر البلدات الليبية التي استسلمت للقوات المناهضة للقذافي العام الماضي. ويعارض كثيرون هناك القيادة الجديدة بالبلاد بسبب الطابع القبلي للمدينة. والمدينة محمية خلف واد عميق مما يجعل من الصعب مهاجمتها.
وقال مسؤول بالقوات الجوية الليبية إنه يجري تجهيز مقاتلات للتوجه إلى بني وليد. وقال متحدث باسم المجلس العسكري في الزاوية بالقرب من طرابلس إن قوة قوامها 1500 شخص من ميليشيات في جميع أنحاء غرب ليبيا في وضع استعداد.
وأكد المتحدث إياد العروسي أنه إذا بقي الوضع معقدا في بني وليد فستذهب القوة إلى هناك.