
تبحث الجامعة العربية يوم الثلاثاء سحب بعثة المراقبين التابعة لها من سوريا بعد أن أعلنت الدول الخليجية سحب أعضائها من البعثة. يأتي ذلك بينما قالت سوريا إن الجامعة لم تناقش تقرير المراقبين واتخذت قرارا تعلم أن دمشق لن تقبله بسبب مساسه بسيادة سوريا على حد قوله.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن كمال حسن علي مبعوث السودان لدى الجامعة العربية قوله إن دول الجامعة ستبحث يوم الثلاثاء سحب بعثة المراقبين من سوريا.
وأضاف أن اجتماع ممثلي الدول الأعضاء بالجامعة يوم الثلاثاء سيقرر مصير بعثة المراقبين وما إذا كانت ستستمر أو ستسحب.
وقال أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة إن الاجتماع سيبحث أحدث التطورات في سوريا إلا أنه لم يذكر المزيد من التفاصيل.
ومن جانبه، قال عدنان الخضير رئيس غرفة عمليات الجامعة العربية لمراقبي سوريا إن الجامعة بدأت خطوات لسحب 55 مراقبا خليجيا من سوريا بعد أن قررت حكوماتهم الانسحاب. وأضاف أن قرار الانسحاب صدر من حكومات المراقبين وأن أي خطوة لسحب مزيد من المراقبين ستتطلب قرارات من الحكومات المعنية.
ومن جانبه، قال وزير خارجية سوريا وليد المعلم في مؤتمر صحفي عقده في دمشق يوم الثلاثاء إن الجامعة العربية لم تناقش تقرير بعثة المراقبين العرب واتخذت قرارا تعلم أن دمشق لن تقبله.
وأضاف: "قلنا ربما يخجلون من أنفسهم ويتعاملون بموضوعية مع هذا التقرير لكن ما توقعناه حدث.. التفوا على هذا التقرير رغم أنه البند الوحيد على جدول أعمال مجلس الجامعة وقدموا مشروع قرار سياسي يعرفون سلفا أننا لن نقبل به لأنه قرار فاضح بالمساس بسيادة سوريا وتدخل سافر بشؤونها الداخلية. بمعنى: لم يناقشوا في العمق تقرير بعثة المراقبين رغم مرور شهر على وجودها في الأراضي السورية وفي كل المحافظات".
وكانت السعودية أعلنت الأحد الماضي سحب مراقبيها من سوريا رافضة بذلك أن يكون ممثليها في البعثة "شهود زور" على ما يحدث هناك، حيث عمدت السلطات السورية إلى تضليل البعثة والإيهام بأن الشعب السوري يؤيد الرئيس بشار الأسد.
وواجهة بعثة المراقبين انتقادات واسعة بسبب إعطائها فرصة للأسد لممارسة المزيد من القتل بحق الشعب السوري.
وذكرت صحيفة القبس الكويتية صباح الثلاثاء أن الدول الخليجية ستحذو حذو السعودية في سحب مراقبيها من البعثة.
وكان المراقب الجزائري أنور مالك أعلن انسحابه من البعثة وكشف أن السلطات السورية وضعت أجهزة تصنت وكاميرات في غرف المراقبين وحتى في المراحيض. كما كشف أن السلطات السورية قامت بتفتيش المراقبين لدى مغادرتهم البلاد وفحصت أجهزتهم الإلكترونية بما فيها الجوالات والحواسيب المحمولة، ومسحت كافة المعلومات والصور والتسجيلات التي عليها.