
يعتصم مئات الإسلاميين في لبنان منذ مساء السبت عند مدخلي مدينة طرابلس في شمال لبنان من جهتي الشمال والجنوب، احتجاجا على اعتقال السلطات لعالم سلفي أفتى بعدم جواز الالتحاق بالجيش اللبناني.
وقال الشيخ رائد كبارة عضو اللقاء العلمائي الإسلامي المشارك في الاعتصام: "أوقفت مخابرات الجيش اللبناني الشيخ عبدالله حسين"، وهو مدرس في مساجد طرابلس ذو توجه سلفي، "وبعد مراجعات مع الأجهزة الأمنية، فهمنا أنه متهم بإصدار فتوى بعدم جواز الدخول في الجيش اللبناني".
وأضاف كبارة إن "هذه التهمة غير صحيحة. وفي كل الأحوال، نحن نعتقد أن المسالة فقهية ولا يجوز محاسبة أحد عليها".
وأوضح كبارة أن "البعض قد يفتي بتحريم الدخول إلى الجيش لأنه جيش غير مسلم بناء على اجتهاد منه"، موضحا أن هذا الأمر "لا ينطبق على الشيخ عبدالله حسين ولا على دار الفتوى والمشايخ السلفيين في لبنان".
وقال "إنهم لا ينظرون إلى الجيش اللبناني على أنه كافر، بحكم واقع لبنان وتركيبته الداخلية".
وأشار كبارة إلى أنه تم نقل الشيخ عبدالله حسين إلى بيروت، وقال "سنستمر في الاعتصام حتى يتم الإفراج عنه. وسنتجه نحو التصعيد في حال لم يتم ذلك".
وقطع حوالى 400 شخص الطريق العام عند المدخل الجنوبي بالعوائق الحديدية والدراجات النارية. وبدا واضحا أنهم من الإسلاميين من عباءاتهم ولحاهم الطويلة، وقد رفعوا لافتات كتب عليها "لا اله الا الله"، وهتفوا "الله أكبر".
ويتكرر المشهد مع مئتي شخص آخرين عند المدخل الجنوبي، وسط انتشار لقوى الأمن الداخلي.
وأكد الجيش اللبناني توقيف الشيخ عبدالله حسين، رافضا تأكيد التهمة أو نفيها، معتبرا أن ذلك من اختصاص القضاء.
ويسيطر على الحكومة اللبنانية حزب الله الشيعي المناهض للإسلاميين السلفيين. ويسعى الحزب الشيعي المسلح إلى السيطرة على الجيش اللبناني، حيث يعتقد أن قرارات الجيش باتت رهنا بأيدي الشيعة في لبنان.
وازداد اللبنانيون في الآونة الأخيرة غضبا على حزب الله بسبب دعمه لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة المحتجين المطالبين برحيله وسقوط نظامه. ويدعم حزب الله بمليشياته الأسد الذي يقتل السنة المحتجين.