أنت هنا

7 ربيع الأول 1433
المسلم/ الرياض

أكد فضيلة الدكتور عبد العزيز بن فوزان الفوزان، المشرف العام على شبكة قنوات ومواقع رسالة الإسلام، على أن الواسطة والمحسوبية هي من أكبر مظاهر الفساد في السعودية وفي كثير من الدول العربية.

 

ورأى فضيلته في لقاء على قناة "العربية" أن من أكبر أسباب انتشار ظاهرة الواسطة والمحسوبية في السعودية وجود ثغرات في بعض الأنظمة, إضافة إلى الضعف الشديد في آليات تطبيق هذه الأنظمة.

 

وأعرب الشيخ الفوزان الذي يتواجد حاليا في مدريد بالتزامن مع إطلاق قناة قرطبة العالمية التي تعني بنشر الثقافة الإسلامية والحوار بين الأديان أعرب عن اعتقاده انه "بسببها يُحرم كثير من الناس من حقوقهم الشرعية، ويُوضع أناس في غير ما يستحقون من الأماكن والمناصب مع أنهم لا يمتلكون المؤهلات التي تؤهلهم لذلك، وهناك من هو أفضل منهم".

 

وبين أن تطبيق النظام على الجميع دون تمييز أو محسوبية ودون تعقيد وإطالة في الإجراءات المطلوبة لحصول الناس على حقوقهم هو أهم سبيل لمكافحة هذه الظاهرة.

 

وقال الشيخ الفوزان إن "الواسطة الحميدة وغير الحميدة موجودة منذ وجد البشر، والواسطة تعني في الاصطلاح الشرعي الشفاعة، قال الله عز وجل في كتابه الحكيم: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} (النساء: 85)، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء)".

 

وتابع: "إذن الشفاعة إن كانت لأجل إحقاق حق أو كشف ظلم وباطل فهي شفاعة حسنة وهي التي جاء بفضلها الآيات والأحاديث التي أشرت إليها، أما أن تفعل العكس؛ أي تقوم بالشفاعة لأجل رد حق وإبطاله أو تثبيت باطل أو منع إنسان حقه الشرعي لأجل مصلحة إنسان آخر فهي لا شك واسطة سيئة، ومحسوبية مقيتة، وهي من الظلم والعدوان، والله عز وجل يقول: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} (الأحزاب: 58)، وقال جل في علاه: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} (الشعراء: 227)".

 

وردا على سؤال حول أسباب انتشار ظاهرة الواسطة والمحسوبية في السعودية أكد الفوزان أن أكبر سبب للواسطة في السعودية إضافة إلى ضعف الوازع الديني وتورط بعض كبار المسؤولين في الرشوة والمحسوبية والواسطة, واستغلال النفوذ لمصالح شخصية وفئوية, وأمنهم العقاب الرادع، فإن أكبر سبب في هو وجود ضعف وثغرات في بعض الأنظمة ينفذ منها أهل المحسوبية والواسطة الإجرامية، وأيضا الضعف الشديد في آليات تطبيق الأنظمة وترجمتها إلى واقع عملي يخدم الناس ويحفظ حقوقهم في موضوع الاحتكار ومنح التراخيص المطلوبة وخدمة الناس في شتى المجالات".

 

وقال: "نحن مع الأسف الشديد نسمح بوجود ظاهرة الواسطة والمحسوبية بتعقيد أنظمتنا وعدم وضع الآليات المناسبة لتطبيق هذه الأنظمة التي وُضعت في الأصل لخدمة الناس وحفظ حقوقهم وتسيير معاملاتهم ومنع بعضهم من العدوان على بعض".   

 

وأكد أنه لو تم تطبيق الأنظمة على الجميع بدون تمييز ولو تم تيسير الإجراءات المطلوبة لقضاء مصالح الناس "ستنتهي الواسطة تلقائيا؛ لأنه بكل بساطة لن يكون هناك حاجة إليها، وسيحصل كل إنسان على حقه عن طريق النظام".

 

ورأي فضيلته أن وجود الأنظمة والآليات الصحيحة لتطبيقها "سوف يكشف المتلاعبين وأهل الرشوة والمحسوبية، فيسهل إدانتهم وإنزال العقوبة الرادعة بهم". 

 

وكان فضيلته الدكتور الفوزان قد استهل اللقاء مع قناة العربية بتهنئة المشاهد العربي على بدء بث قناة قرطبة العالمية، التي أطلقتها شركة "ربيع قرطبة" الإسبانية التي يشرف عليها فضيلته، وهي أول قناة إسلامية ناطقة باللغة الإسبانية التي يتحدث بها قرابة 700 مليون شخص في كل من أمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية وأوروبا وإفريقيا.

 

وقال فضيلته من العاصمة الإسبانية مدريد حيث يتواجد بمناسبة إطلاق القناة: "أزف البشرى لمشاهدي العربية بانطلاق هذه القناة التي كنا نعمل عليها منذ خمس سنوات، وبدأ بثها ولله الحمد مع بداية هذه السنة الميلادية الجديدة في 1-1-2012م".

 

وأضاف: "قناة قرطبة العالمية بحمد الله قناة تنطلق من قلب العاصمة الإسبانية مدريد لتبث على 5 قارات ويصل بثها إلى أكثر من 100 دولة حول العالم، وهي تهدف إلى التعريف بالإسلام بصورته النقية ومنهجه الوسطي المعتدل، وتمتين جسور التواصل الحضاري والتعاون الإيجابي بين الحضارتين الإسلامية والإسبانية".