
أكد وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه انه أصبح واضحا اليوم أنه يتعين على النظام السورى بزعامة بشار الأسد ان يسلم السلطة بعد تفاقم الأوضاع فى البلاد.
وأضاف الوزير الفرنسى أن "الوضع فى سوريا يتطور ونظام دمشق يتمادى فى القمع الدموى على نحو متزايد"، مشيرا إلى أن الجامعة العربية أدركت أن مهمة مراقبيها (بسوريا) لن تتمكن من القيام بمهمتها وبالتالى قررت "كما كنت أتمنى منذ وقت طويل أن تلجاء إلى مجلس الأمن الدولى للتدخل". واعترف جوبيه بأنه على الرغم من ذلك فإن الظروف ليست حتى الآن مجتمعة بشأن تبنى قرارا من مجلس الأمن يدين القمع فى سوريا بما أن روسيا تواصل معارضتها ".
جاء ذلك فى مؤتمر صحفى عقد الاثنين بمدينة بوردو جنوبى فرنسا والتى يتولى (جوبيه) منصب عمدتها.
واعلن رئيس الدبلوماسية الفرنسية انه سيتوجه غدا الثلاثاء إلى نيويورك للمشاركة فى الاجتماع الوزارى لمجلس الأمن الدولى المقرر عقده بناء على طلب من جامعة الدول العربية. مشددًا على أهمية هذا الاجتماع "الذى سيسمح لفرنسا أن تقوم بتوصيل صوتها الذى طالما أدان القمع فى سوريا والتأكيد على انه بات واضحا انه يتعين على نظام دمشق أن يقوم بتسليم السلطة".
من جهة أخرى، كشفت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية في عددها الصادر اليوم الاثنين أن بريطانيا تدفع الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق لإجبار الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي عن منصبه خلال أسبوعين، ووقف إراقة الدماء التي تمزّق بلاده.
وقالت الصحيفة إن مجلس الأمن الدولي قد يصوّت على قرار يطلب من الرئيس الأسد تسليم صلاحياته إلى نائبه وإفساح الطريق أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأكد السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك ليال أن هناك دعماً قوياً جداً لهذا التوجه.
وأضافت الصحيفة أن توصيات جامعة الدول العربية، والتي تقل قليلاً عن الدعوة للتدخل العسكري في سوريا، تشكّل الأساس لمشروع القرار الذي قدمه المغرب إلى الأمم المتحدة، وستكون الخطوة المقبلة عقد اجتماع للخبراء من بعثات الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، لافتة إلى أن مشروع القرار يمنح النظام السوري 15 يوماً للامتثال أو مواجهات إجراءات أكثر صرامة.
وأضافت الصحيفة إن بريطانيا تأمل ومعها فرنسا وألمانيا بأن يساهم الإيجاز الذي سيقدمه الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني يوم غد الثلاثاء حول النتائج التي توصلت إليها الجامعة في المساعدة بإقناع الروس بعدم استخدام حق النقض بشأن القرار الجديد حول سوريا.
وتعارض روسيا والصين، اللتان استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن حول سوريا في أكتوبر الماضي، أي محاولات حتى الآن للتدخل ضد نظام الأسد، لكن ارتفاع عدد القتلى في الأيام الأخيرة كثّف الضغوط على الأمم المتحدة لفرض التغيير.
وكان مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أكد أنه لا يستطيع رؤية أي قرار حول سوريا يمر عبر مجلس الأمن الدولي، لكنه أشار إلى أن المفاوضات ستستمر بهذا الشأن إلى أبعد المراحل.