
بدأ رئيس الوزراء الفلسطيني في غزة إسماعيل هنية جولة إقليمية تستمر عدة أيام يزور فيها قطر وإيران ودول عربية أخرى.
وهذه هي الجولة الخارجية الثانية لهنية منذ أن تولت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قيادة قطاع غزة في 2007. وكان هنية زار مصر والسودان وتركيا وتونس في جولة سابقة بداية يناير الجاري.
ووصل هنية مساء أمس الاثنين مع وفد من الحكومة الفلسطينية إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث كان في استقباله لدى وصوله مطار الدوحة الدولي الشيخ حمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني وزير الدولة في الحكومة القطرية.
وقال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية طاهر النونو إن رئيس الوزراء سيناقش العديد من القضايا مع أمير دولة قطر، وخاصة التطورات السياسية الأخيرة والعلاقات الثنائية بين البلدين والمستجدات في المنطقة، والمخاطر التي تتهدد مدينة القدس وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ويرافق هنية كل من الدكتور يوسف المنسي وزير الإسكان، الدكتور يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الوزراء، والأسيرين المحررين يحيى السنوار وروحي مشتهى مستشاري رئيس الوزراء، والناطق باسم الحكومة طاهر النونو.
وقال النونو إن هنية الذي يسافر عن طريق مصر سيتوجه الى طهران تلبية لدعوة من الرئيس محمود أحمدي نجاد. لكنه لم يذكر تفاصيل بشأن جدول اعمال محادثاته في طهران.
والتغييرات التي فرضتها الثورات العربية في المنطقة وخاصة في سوريا دفعت بحركة حماس إلى مراجعة خريطة تحالفاتها، كما أجبرت العديد من الأنظمة العربية على تغيير لهجتها مع هذه الحركة المقاومة.
ومن بين التحديات التي تواجه حماس التمويل، حيث اعتمدت حماس في السابق على الدعم الإيراني والسوري، لكن مع اقتراب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد لا يبدو واضحا كيف ستعوض حماس مثل هذا الدعم.
ونقلت وكالة رويترز البرطانية عن مصدر دبلوماسي لم تسمه أن إيران قدمت تمويلا لحماس في السابق يصل الى 300 مليون دولار سنوي لكن تدفق الأموال لم يكن منتظما في عام 2011 . وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه "تم تعليق الدفعات مند شهر أغسطس الماضي".
ويقول محللون ودبلوماسيون إن إيران غير راضية عن حماس لرفضها تقديم الدعم العلني لحليفها الرئيس السوري بشار الأسد الذي يستضيف قيادة حماس في المنفى في العاصمة دمشق خلال العقد المنصرم.
وتقول مصادر دبلوماسية وفي مجال المخابرات إن زعيم حماس خالد مشعل لم يعد يمضي وقتا طويلا في سوريا التي اضطر لاتخاذها مقرا بعد أن طرده الأردن عام 1999.
لكن في ظل الثورة السورية التي واجهها النظام بعنف أسفر عن مقتل 5 آلاف على الأقل إلى الآن، بات على حماس تغيير تحالفاتها، خاصة مع عودة الأردن للترحيب بها. وأول أمس استقبل ملك الأردن الملك عبد الله رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة عمان في أول كسر للجمود في العلاقات بين الجانبين.