أنت هنا

10 ربيع الأول 1433
المسلم- سوريون

أكد العقيد مالك الكردي نائب قائد الجيش السوري الحر في تصريحات صحفية نشرت يوم الخميس أن قواته تمكنت من السيطرة على الجزء الأكبر من مناطق محافظتي حمص وإدلب، إضافة إلى السيطرة الجزئية على مناطق عدة في محافظات وحماه ودير الزور وريف دمشق، بما فيها تلك التي تبعد أمتارا قليلة عن العاصمة.

 

 

ونقل موقع "سوريون" تصريحات العقيد الكردي موضحا أن الجيش الحر منذ انطلاقه في 29 يوليو  الماضي يخوض عمليات كر وفر في مناطق سورية عدة، رغم قدراته العسكرية المحدودة مقارنة بما تمتلكه قوات النظام من أسلحة ثقيلة وآليات عسكرية.

 

وأضاف أنه في تبقى حدة الصراع في حمص ذات التنوع العرقي، هي الأقوى بين طرفي النزاع، لا سيما في ظل وجود احتكاك مباشر بين الأحياء المعارضة والموالية للنظام، فإن السيطرة الجزئية للجيش الحر، لا تزال غير ثابتة في أحياء ومناطق محددة، إذ إن هذه السيطرة تبقى خاضعة لـ"حرب العصابات" التي تتحكم في المواجهات بين الطرفين، بحسب العقيد الكردي.

 

 

وقبل انضواء الجنود المنشقين عن نظام الرئيس بشار الأسد تحت إطار الجيش الحر، كانت عناصرهم تعتمد في مواجهاتها مع النظام على العمليات الدفاعية، وتحديدا في منطقة درعا ثم بانياس، وصولا إلى منطقة حمص التي تحولت فيما بعد إلى معقل الجيش السوري الحر الرئيسي، نظرا إلى الدعم الشعبي الكبير الذي يقدمه أبناء حمص لهذا الجيش والمساعدات اللوجيستية التي يوفرونها لعناصره.

 

 

وبعد إعلان إنشاء الجيش  الحر، انتقلت المواجهات بين قوات النظام والجيش الحر بشكل رئيسي إلى مدينتي حمص والرستن اللتين تشكلان أيضا معقلا مهما بالنسبة إلى الجيش الحر، ومن ثم القصير وجبل الزاوية، حيث تمكن الأخير من السيطرة على أكثر من 30 قرية منها بشكل كامل إضافة إلى مناطق عدة في حمص، وأهمها، بابا عمرو وباب السباع والبياضة وعدد كبير من المناطق السنية.

 

 

ولقت الكردي إلى أن سهولة تحرك الجيش الحر في المناطق يبقى خاضعا إلى حد كبير إلى قوة الحراك الشعبي والمظاهرات التي تعطي الجيش دفعا للتحرك.

 

 
وفي ريف دمشق، ولا سيما منها المعروفة بـ"أطراف دمشق"، التي تشهد في الفترة الأخيرة معارك ضارية بين طرفي المواجهات، استطاع الجيش الحر حتى اليوم مد سيطرته بشكل كبير في رنكوس والقلمون والزبداني. كما يبقى هذا الوجود جزئيا في "الغوطة الشرقية" التي تبعد كيلومترات معدودة عن العاصمة دمشق، ولا سيما دوما وحرستا وسقبا وكفر بطنا وعربين وحورية.

 

وتظل هذه السيطرة في إطار عمليات الكر والفر بين الجيش الحر وجيش النظام، حيث يتم رصد الحواجز ومن ثم ضربها، وهو أمر رغم كونه ليس بالمستحيل إلا أن وجود كل من الجيشين قد يتسع أو يتقلص بين ليلة وأخرى، بحسب نتيجة المعارك التي تحصل بينهما.

 

 
ويؤكد الكردي أن النظام يحارب بضراوة في هذه المناطق الواقعة على مشارف العاصمة. وكانت وكالة الصحافة الفرنسية قد نقلت أن مدن حرستا ودوما وسقبا التي تبعد أقل من 15 كلم عن دمشق في حالة حصار مع انتشار الحواجز الأمنية التي يفصل بينها 300 متر والسواتر الترابية وإطلاق النار الذي يسمع من حين لآخر وانتشار المدرعات.

 

 
من جهة أخرى، كان ناشطون قد أفادوا أن ألفي جندي في حافلات وحاملات جند مدرعة إلى جانب 50 دبابة وعربة مصفحة على الأقل انتقلوا فجرا إلى منطقة الغوطة شرقا على أطراف دمشق لتعزيز القوات المحيطة بضواحي سقبا وحمورية.

 

وفي السياق ذاته، قال ناشطون آخرون، إن قوات من الجيش النظامي استعادت السيطرة على مناطق في ضواحي العاصمة كان الجيش الحر قد سيطر عليها لبعض الوقت، خاصة في منطقة الغوطة على المشارف الشرقية لدمشق.

 

 
ورغم أنه لا تزال مناطق الساحل السوري ومنطقة حلب تعتبر من المناطق الباردة بالنسبة إلى الثورة السورية، وليست على المستوى المطلوب نظرا إلى القبضة الأمنية المحكمة، ولا سيما في حلب -بحسب الكردي- إلا أن للجيش الحر وجودا في بعض مناطقها، وإن كان محدودا.

 

وبين الكردي أن هذا الوجود في طريقه للتوسع وفقا للتحركات الشعبية التي تكبر دائرتها يوميا. وأضاف: "لكننا نفضل عدم الدخول في معارك في كل من اللاذقية وطرطوس، حيث يحاول النظام تحويل الصراع إلى حرب طائفية نفضل عدم الدخول فيها".