
تستمر هجمات المغتصبين الصهاينة على المواطنيني الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث هاجم عدد منهم فجر الثلاثاء قرية اللبن الشرقية جنوب مدينة نابلس الواقعة بشمال الضفة الغربية. يأتي ذلك بينما أصدرت محكمة صهيونية قرارا بمنع أعمال الحفر والهدم وإغلاق الطرق في أراضي منطقتي الطور والعيسوية في مدينة القدس التي يريد الاحتلال تحويلها إلى حدائق تلمودية.
وتأتي هجمات المستوطنين الصهاينة في الغالب متزامنة مع قرارت لحكومة الاحتلال قد تنصف -ولو بشكل مبدئي- أي فلسطيني في حقه بالبقاء في أرضه.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، إن المغتصبين صعدوا من اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال الساعات الماضية في كافة أنحاء الضفة.
وأشار دغلس إلى أن لجان الحراسة في قرية اللبن، تمكنت من مطاردة المغتصبين الذين كانوا يستقلون سيارة بيضاء اللون، ومنعهم من تنفيذ المزيد من الاعتداءات. ولوث المستوطنون جدرانا في القرية بعبارات عنصرية تحمل كراهية للعرب والمسلمين.
وبين دغلس بأن المغتصبين كانوا قد قاموا أمس بالإغارة على بلدة عقربا جنوب شرق مدينة نابلس، واقتلعوا نحو 100 شتلة زيتون تم زراعتها في أراضي البلدة قبل عدة أيام.
وأعرب دغلس عن خشيته من تصاعد هذه الاعتداءات، خاصة بفعل الدعم الذي يتلقاه المغتصبون من قبل حكومة اليمين المتطرف بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيجدور ليبرمان.
وتأتي هذه الهجمات بينما أصدرت "محكمة الصلح" الصهيونية في القدس المحتلة، أمرًا احترازياً ضد بلدية الاحتلال وما تسمى بـ"سلطة حماية الطبيعة"، و"الحدائق الوطنية"، يقضي بمنعها من القيام بأية أعمال حفر أو هدم أو إغلاق طرق أو تغيير معالم في أراضي الطور والعيسوية في مدينة القدس، والبالغة مساحتها 760 دونمًا، والمشمولة ضمن المخطط 11092 والموجودة قيد إجراءات الإعلان عنها كـ"حديقة وطنية" للصهاينة.
وقال "المركز الفلسطيني للإعلام" إن هذا القرار جاء استجابة لطلب تقدم به المحاميان محمد دحلة وعمير مريد، بالنيابة عن المواطن صبري خويص من سكان الطور، والمواطن رائد محمد عبيد من سكان العيسوية، بعدما قامت طواقم صهيونية مشتركة، منذ ساعات صباح أمس، بتجريف أراضي في حي الطور.
وكانت الآليات الصهيونية الضخمة قد تجمعت في منطقة المطلة بين العيسوية والطور، فقام ناشطون باعتراض طريق الآليات بأجسادهم لدى تحركها، ما حدا بقوات الاحتلال إلى اعتقال خمسة منهم.
وبعدها اعتدت قوات الاحتلال على المواطن توفيق أبو إسبيتان بالضرب المبرح واعتقاله، تم إخلاء سبيله بعد عدة ساعات بكفاله شخصية لحين المحكمة.
وقد توجه المحامي دحلة إلى محكمة الصلح في القدس، بطلب مستعجل للحصول على أمر احترازي يوقف العمل في كامل الأرض البالغ مساحتها 760 دونمًا من أراضي الطور والعيسوية.
وقال المحامي إن بلدية الاحتلال تنفذ أعمال حفر وهدم وتدمير شوارع وأراضي زراعية بشكل منافي للقانون، وأنها تقوم بهذه الأعمال بإيعاز وتحفيز من سلطة حماية الطبيعة والحدائق العامة وذلك على الرغم من أنه لم تتم المصادقة حتى الآن على مخطط 11092 الذي يصنف هذه الأراضي كـ"حديقة وطنية".
وأبدى المحامي دحلة استهجانه واستيائه من تواجد مدير "لواء القدس في سلطة الطبيعة والحدائق الوطنية" الصهيوني أفيتار كوهين، على أراضي الطور أثناء تنفيذ أعمال الحفر والهدم من قبل جرافات الاحتلال، بالرغم من عدم وجود أية صفة قانونية له.
وأفيتار كوهين هو مغتصب متشدد من مغتصبة عوفرا الواقعة شرقي مدينة رام الله، وكان قبل تعيينه مديراً للواء القدس في سلطة الطبيعة، نشيطاً في شراء عقارات لصالح جمعية العاد الاستيطانية الناشطة في سلوان ومحيط البلدة القديمة.