
بدأت محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك يوم الثلاثاء دون حضوره بسبب سوء الأحوال الجوية، بينما هدد مبارك بالانتحار إذا ما تم نقله من المركز الطبي الذي يقيم به إلى مستشفى سجن طره طبقا لقرار وزير الداخلية.
ونقلت المواقع الإلكترونية المصرية أن سوء الأحوال الجوية أدى إلى عدم تمكن الطائرة الطبية التي تقل مبارك من الإقلاع من المركز الطبي وإحضاره لأكاديمية الشرطة لحضور جلسة المحاكمة.
ونقل موقع صحيفة "الشروق" أنه "في بداية الجلسة قال المستشار أحمد رفعت: سوء الأحوال الجوية أدى لعدم استطاعة طائرة المتهم الأول من الإقلاع".
وأضاف القاضي: "قانونا أن نعقد الجلسة في حالة عدم حضور أي من المتهمين لظرف قهري، ويبلغ بعد ذلك بما جاء فيه، وسأل رفعت عن محامي مبارك، ووقف أحد المحامين من أعضاء مكتب المحامي فريد الديب، وطلب منه رفعت أن يبلغ مبارك بما يجيء في الجلسة".
والديب هو المحامي الرئيسي لمبارك، وقد تواترت أنباء عن هروبه خارج البلاد، لكنه نفاها وقال إنه يتابع أعماله في لبنان.
وأثار الإعلان عن عدم حضور مبارك غضبا واسعا لدى الشباب المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي حيث طالبوا بنقله بسيارة ترحيلات إلى مقر المحاكمة مثله في ذلك مثل سائر المجرمين قيد الاتهام.
ويواجه مبارك اتهاما بإصدار الأوامر بقتل المحتجين السلميين خلال ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت به في 11 فبراير 2011. كما يواجه اتهامات بالفساد المالي خلال فترة حكمه التي بلغت 30 عاما.
وفي نبأ آخر أوردته الصحافة المصرية الصادرة صباح اليوم، هدد مبارك بالانتحار فى حال تنفيذ القرار الصادر من وزير الداخلية بنقله إلى مستشفى سجن مزرعة طرة.
وقالت صحيفة الدستور إن مبارك طلب من الحراسة المكلفة به أن يبلغوا الأطباء بتهديده وأنه كما قال: "هجيب لكم مصيبة دولية سودا".
ونقل موقع مجلة "روزاليوسف" أن مبارك عندما علم بقرار نقله إلى مستشفى سجن مزرعة طرة، ثار بشكل غير مسبوق وطلب من ضابط الاتصال وحراسه أن يتصلوا بعدد من المسئولين سواء من التليفون العادى أو اللاسلكى لنقل رسائل شخصية تتعلق بقرار نقله لمستشفى سجن مزرعة طرة، الأمر الذى قابله الضابط والحراس بالرفض، مما أدى إلى تصاعد رد فعل الرئيس المخلوع وظل يصيح ويحطم عددًا من الأشياء الموجودة فى غرفته، ولم يهدأ إلا بعد حضور الطبيب المعالج له، الذى قام بدوره بإعطاء مبارك حقنة مهدئة.
وذكر أن الأطباء خشوا أن يصاب مبارك (84 عاما) بأزمة قلبية بسبب كبر سنه.
وكان مبارك قد طلب من أحد المحامين التقدم بطلب معارضة لقرار نقله إلى مستشفى مزرعة طرة، ورفع قضية أمام القضاء الإدارى ضد وزارة الداخلية.
وقالت الصحيفة إن زوجته سوزان ثابت وعدت مبارك بالتصرف وطلبت منه الهدوء. وأكدت أنه فى حالة نقله إلى مستشفى السجن سيكون أفضل بالنسبة إليه، حتى يكون بجانب نجليه علاء وجمال المعتقلان على ذمة القضية ذاتها، ليعتنيا به، إلا أنه اعترض على هذا الكلام واتهمها بأنها سبب ما حدث له.
وكانت السلطات العسكرية الحاكمة في مصر قد أمرت بتجديد مستشفى السجن وتجهيزها بتكلفة بلغت 2 مليون جنيه مصري. وهو أمر أثار غضبا واسعا في الأوساط السياسية المصرية بسبب المعاملة التفضيلية التي يتلقاها مبارك ورموز نظامه البائد رغم كونهم متهمين جنائيين.
ويطالب الشباب في مصر بسقوط حكم المجلس العسكري ونقل السلطة إلى مدنيين، مشددين على اعتبار المجلس العسكري جزء من نظام مبارك الفاسد.