أنت هنا

17 ربيع الأول 1433
المسلم- وكالات

بدأ الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي أمس جولة مغاربية تستهدف تفعيل مشروع اتحاد المغرب العربي المتعثر منذ إنشائه. واستهل المرزوقي جولته بزيارة للمغرب تستغرق ثلاثة أيام للمغرب، كما يزور أيضا موريتانيا والجزائر.

 

وعبر المرزوقي عن أمله في أن تنجح الجولة في إنجاز خطوات في مشروع الاتحاد وأن يكون هذا العام الذي يلي الربيع العربي عام "اتحاد المغرب العربي".

 

وقال المرزوقي في حديث مع وكالة الأنباء المغربية الرسمية إن بلاده ستعمل هذه السنة على إعادة الانسجام بين أشقائها الجزائريين والمغاربة والليبيين والموريتانيين بهدف إحياء حلم الاتحاد المغاربي الكبير المتعثر منذ سنوات.

 

وقد أعربت تونس عن رغبتها باستضافة قمة الدول الخمس التي تشكل اتحاد المغرب العربي (المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا) الذي تأسس في 1989، لكنه بقي حبرا على ورق.

 

وفي معرض حديثه عن نظرته لاتحاد مغاربي معدل حسب التطورات الحالية، قال الرئيس التونسي الذي كان في السابق ناشطا في مجال حقوق الإنسان إنه يريد أن يتمتع المغاربة "بخمس حريات" وهي: "حريات التنقل والإقامة والعمل والاستثمار والاستملاك وحق المشاركة في الانتخابات البلدية".

 

وأكد أن تونس قررت المضي قدما في هذا الاتجاه في أسرع وقت ممكن، لكنها تفضل أن يتم ذلك في إطار قرار جماعي.

 

وقد بدأ التقارب بين الرباط والجزائر وتكثفت اللقاءات بين بلدان المنطقة. والخلاف قائم بين الجزائر والمغرب بشأن قضية الصحراء الغربية، لكن المرزوقي دعا إلى وضع هذه المشكلة بين قوسين.

 

ويرى اقتصاديون أن إعادة فتح الحدود بين المغرب والجزائر المغلقة منذ 1994، وتنقل الممتلكات والأشخاص سيزيد بنقطتين نسبة النمو في هذه المنطقة الغنية بالمواد الأولية (فوسفات ونفط وغاز) واليد العاملة.

 

ورغم أن الطريق ما زال طويلا، تقرر عقد اجتماع وزاري للاتحاد المغاربي في نهاية الشهر الجاري في الرباط.

 

وسيتناول المرزوقي ورئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران خلال المحادثات هذا الموضوع وسبل تعزيز العلاقات الثنائية.

 

وأصبح الإسلاميون يحكمون البلدين في خطوة كانت مستحيلة قبل سنة، لكنها تحولت إلى واقع إثر الثورة التونسية وما تلاها من انعكاسات على المغرب، حيث قرر ملك المغرب محمد السادس -تماشيا مع الربيع العربي- إدخال إصلاحات تلتها انتخابات مبكرة فاز بها حزب العدالة والتنمية ذو الخلفية الإسلامية.

 

وبعد المحطة الرسمية من زيارته، سيتوجه المرزوقي الخميس إلى مراكش لزيارة قبر والده المعارض الذي عاش في المنفى بالمغرب.

 

وهذه هي الجولة الثانية للمرزوقي في المغرب العربي منذ توليه منصبه أواخر العام الماضي.