
أفادت الأنباء الواردة من سوريا بأن أعداد القتلى الذين سقطوا أمس الأربعاء في حمص بلغ 60 قتيلا. وقال ناشطون إن من بين القتلى في القصف الدموي الذي ينفذه الجيش السوري في حمص أطفال خدج فاضت روحهم بعد انقطاع التيار الكهربائي عن مستشفى حكومي وكذلك أفراد من الطاقم الطبي.
وتتعرض المدينة منذ أربعة أيام لقصف متتالي من جانب قوات الجيش التابع للرئيس بشار الأسد، حيث استخدمت الأسلحة الثقيلة والمدفعية والراجمات إلى جانب انتشار القناصة على أسطح المباني، ما جعل عبور الشوارع في تلك المدينة مخاطرة كبيرة.
ويخشى سكان المدينة حتى من الفرار من الحصار، حيث يسمع دوي انفجارات كل بضع دقائق جراء القنابل التي تطلقها القوات من خارج حدود المدينة.
وقال أحد السكان: "إنهم يقصفون من مسافة بعيدة.. يستخدمون العديد من أنواع الأسلحة مثل الأسلحة الثقيلة المضادة للطائرات، كما يستخدمون القنابل المسمارية".
وقال ناشطون أن من بين القتلى نساء وأطفال، إلى جانب خمسة أطفال خدج توفوا في المستشفى بسبب انقطاع الكهرباء، لافتا إلى أن الظروف الصحية تزداد سوءا.
وأظهرت صور نشرها ناشطون على المواقع الاجتماعية الخدج الذين فاضت أرواحهم إلى بارئها يوم أمس الأربعاء. ولاقت الصور تعاطفا كبيرا بين السوريين الذين أقسموا على مواصلة الثورة ضد هذا النظام الوحشي.
وفي ذات الأثناء أعلن عدد من العسكريين، بينهم ضابط برتبة مقدم، انشقاقهم عن الجيش والانضمام إلى المعارضة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن من بين حصيلة ضحايا مواجهات الأربعاء، 20 قتيلاً من ثلاث عائلات "غير مسلحة"، سقطوا نتيجة قصف القوات الحكومية ثلاث منازل في إحدى ضواحي مدينة حمص.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "الوحشية المروعة" في مدينة حمص، التي يسكنها نحو مليون نسمة، محذرا من أن هذا سيكون "نذيرا قاتما للأسوأ في المستقبل" من دون ضغط كاف على حكومة الأسد لوقف إراقة الدماء.
وقال كي مون إن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أبلغه أن الجامعة تعتزم إرسال بعثة المراقبين مرة أخرى إلى سوريا بعد تعليق عملها في الشهر الماضي، عندما تصاعدت وتيرة العنف.
وأشار كي مون إلى أن العربي اقترح تعزيز البعثة العربية بمراقبين من الأمم المتحدة، وهو اقتراح أثير في مجلس الأمن، وسيناقش كذلك "في الأيام المقبلة".