
التقى فضيلة الدكتور ناصر بن سليمان العمر خلال زيارته لدولة قطر بهدف تدشين مقر "الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم" (تدبر) في العاصمة الدوحة عددا من المشايخ والمسؤولين والوجهاء، كما شارك في عدة فاعليات إلى جانب افتتاح مقر الهيئة.
ووصل فضيلته إلى الدوحة ظهر الثلاثاء الماضي، حيث استضافه الشيخ عبد العزيز بن خالد آل ثاني في لقاء، تخلته مـأدبة عشاء، وحضره عدد من المشايخ من بعض دول الخليج والعالم الإسلامي.
وخلال اللقاء تحدث د. العمر عن أهمية العلم الشرعي، وأهمية تدبر القرآن الكريم وأثره على الفرد والمجتمع، وكيف يثبت المؤمن بالفتن إذا ما تمسك بالرجوع للكتاب والسنة.
كما تناول فضيلته الحديث عن خطورة الأفكار الهدامة وتسببها في انحراف الشخص عن الصراط المستقيم.
وتحدث فضيلته كذلك عن واقع الأمة الإسلامية والدماء التي تراق خاصة في سوريا التي يشن النظام فيها حملة دموية ضد المواطنين المطالبين برحيل الرئيس بشار الأسد. لكنه عبر عن تفاؤله بنصر الله لهذا الدين ورفع كلمته. وتناول فضيلته كذلك الحديث عن أهمية ودور رابطة علماء المسلمين التي يشغل منصب أمينها العام في نصرة المسلمين في سوريا.
وأهدى الشيخ العمر لمضيفه مجموعة من كتبه، في لفتة شكر على حسن الضيافة.
وعقب اللقاء توجه د. العمر إلى التلفزيون القطري حيث استضافه برنامج بث مباشرة، كما نقلته قنوات أخرى من بينها قناة الجزيرة الفضائية. وتناول الحوار الذي أجراه الإعلامي عبدالرحمن الحرمي حملة إغاثة الشعب اليمني، كما استضاف البرنامج كذلك د. محمد العوضي والشيخ أحمد البوعينين.
وضمن البرنامج تم عرض عدة تقارير مصورة تروي مآسي الجوع والأمراض والإعاقة والجهل في اليمن، وتحكي قصصا لأشخاص يعيشون بلا مأوى تحت خط الفقر في الكهوف، كما تظهر فصولا دراسية مكتظة بأعداد كبيرة من الطلاب الذي يتلقون العلم في أسوأ الظروف.
وعرض البرنامج لمشاريع متنوعة كسفينة إغاثة وكفالة أيتام وكفالة مسن وكفالة معاق والدعم الغذائي والرعاية الصحية والعلاج.
وخلال اللقاء الذي امتد من الساعة التاسعة والنصف حتى الثانية عشر ليلا، أجرى الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي مداخلته تناول فيها أهمية التلاحم والوقف بصف واحد. كما أجرى مدير الإدارة العامة للأوقاف عبدالله جعيثن الدوسري مداخلة أعلن فيها عن تبرع الأوقاف للحملة.
وحث د العمر خلال الحلقة المسلمين على الوقوف يدا واحدة مع إخوانهم في اليمن، قائلا: "تصدق الآن قبل أن يقطع الشيطان عليك الطريق". وذكر بمضاعفة الله الأجر لمن يخدم المسلمين ويساعد في رفع المعاناة عنهم. كما ذكر بالأثر النفسي الطيب الذي يخلف الله به على المتصدق، كما أكد على أن هذه الصدقات من شأنها أن تطرح الطمأنينة في قلب المتصدق والبركة في ماله.
وأوضح أن كل شخص يتصدق من جهته؛ فالطبيب يتصدق بمعالجة المرضى والعالم يتصدق بتعليم أبناء المسلمين والإعلامي يتصدق بالترويج لقضايا هؤلاء المنكوبين، مستشهدا بقصص من تراثنا الإسلامي في هذا السياق.
ومن جانبه، قال د. العوضي إن سعادة الإنسان تكمن في عطائه ومساعدته للآخرين. وتناول الأثر التربوي لتبرع الأب بصحبة أبنائه وطلب ممن ظهرت صورته في التقرير أن يكون له حظا من الدعم ويقدّم على غيره لأنه أظهر فقره وصورته وماء وجهه.
وبدوره، دعا الشيخ البوعينين لوقف الدمار الحاصل في اليمن، خاصة في دماج حيث يهاجم الحوثيين الشيعة طلاب العلم من أهل السنة ويحاصرونهم. وقال "ننتظر من اليمنيين الوقف مع أهلهم".
وفي نهاية البرنامج بلغ إجمالي التبرعات أكثر من واحد وعشرين مليون ريال قطري.
وفي ثاني أيام زيارته لقطر الذي وافق يوم الأربعاء، التقى د. العمر رئيس مجلس إدارة قناة الجزيرة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني. وحضر اللقاء الشيخ فيصل بن جاسم آل ثاني. وناقش د. العمر في اللقاء أهمية الإعلام، ووجوب التزامه بثوابت الشريعة مع مراعاة أن هذه القنوات تخاطب عموم المسلمين.
وتناول فضيلته كذلك الحديث عن ووجوب مواجهة القنوات ذات الأفكار المنحرفة التي تحاول خلخلة عقيدة الأمة، وكذلك وجوب مناصرة المظلومين من الشعوب الإسلامية في كل مكان دون التمييز بين شعب دون شعب.
وتلا ذلك حضوره حفل افتتاح مقر الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم. وشارك في الحفل الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ووزير الأوقاف والشئون الإسلامية القطري الدكتور غيث بن مبارك الكواري، والدكتور عبد الله التميمي الأمين العام المساعد للهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم، وكلا من الأستاذ عايض بن دبسان القحطاني والمهندس عبد الله النعمة العضوان المؤسسان بالهيئة، وكذلك الدكتور عمر مقبل، والشيخ محمد الربيعة، والشيخ عصام العويد، والشيخ عادل المعاودة، والشيخ عبد الله بصفر رئيس الهيئة العامة لتحفيظ القرآن الكريم.
كما حضر الحفل كذلك جمع غفير من أهل قطر ووجهائها وكثير من الدول كالسعودية والبحرين ومصر واليمن والشام وغيرهن.
ويعد مركز تدبر -"الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم"- مؤسسة علمية رائدة في مجال نشر وإحياء سنة التدبر في أوساط المسلمين، وربط الأمة بالقرآن الكريم، تلاوة وتدبرًا وعملاً، والسعي إلى أن يتخذ المسلمون من القرآن منهج حياة في جميع مجالات حياتهم، وتطبيقه في واقعهم، والعيش مع كتاب الله تأملاً وتفكرًا، واستجابة.
كما يسعى المركز إلى تحقيق تدبر القرآن الكريم في الأمة، بمنهج يجمع بين الأصالة و المعاصرة. ويسعى كذلك إلى تعميق تدبر القرآن علميا وعمليا في نفوس الناس، وتيسير فهم القرآن الكريم وتدبره في الأمة عبر تحقيق الأهداف التالية: إبراز عظمة القرآن الكريم، وأثره في سعادة البشرية وهدايتها، وتفعيل منهج النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح في تلقي القرآن والعمل به، وتربية الأمة وتزكيتها بالقرآن، وتحصين الأمة وحل مشكلاتها من خلال المنهج القرآني.