
سقط عشرات القتلى في اشتباكات قبلية اندلعت جنوب شرقي ليبيا مع ذكرى احتفال الثوار بالذكرى الاولى لثورتهم على نظام العقيد معمر القذافي.
وقالت قبائل في أقصى جنوب شرق ليبيا أمس الخميس ان عشرات الاشخاص قتلوا منذ الاسبوع الماضي في اشتباكات اندلعت بين قبيلتين متناحرتين للسيطرة على أراضي.
وقال مسؤول أمني من قبيلة الزوي ان مسلحين محليين من القبيلة اشتبكوا مع مقاتلين من جماعة التبو العرقية بقيادة عيسى عبد المجيد الذي يتهمونه بمهاجمة الكفرة بدعم من مرتزقة من تشاد.
وقال عبد الباري ادريس المسؤول الامني بقبيلة الزوي ان الوضع لا يزال معقدا. ومضى قائلا "جماعة التبو هاجمت المدينة بقذائف المورتر ونيران قناصة" مضيفا أن التبو حصلوا على تعزيزات من بلدات صحراوية أخرى.
وأضاف: ان 15 شخصا من قبيلته قتلوا واصيب 45 اخرون.
لكن قبيلة التبو قالت انها هي التي تتعرض للهجوم.
وقال محمد أبو لبن من قبيلة التبو والذي يمثل جماعة من مواطني الكفرة ان عدد القتلى من قبيلته وصل الى 55 اضافة الي أكثر من 100 أصيبوا بجروح. وقال ان التبو طلبت المساعدة من المجلس الوطني الانتقالي.
ياتي ذلك في وقت تحتفل ليبيا اليوم الجمعة17 فبراير بالذكري الأولي للثورة التي أطاحت بنظام معمر القذافي الذي حكم البلاد علي مدي42 سنة, وسط حالة ترقب وقلق إثر التهديدات التي أطلقها الساعدي القذافي.
من جهته, قال ناصر المدني قائد مجموعة أقامت حاجز تفتيش في شارع عمر المختار, إن القذافي انتهي, ولكن هذا لا يعني أن الخطر انتهي.
وأضاف المدني إن مجموعته المؤلفة من مقاتلين محليين تفتش السيارات بحثا عن متفجرات وأسلحة مخبأة. وأكد نحن جميعنا من أهل المنطقة, ويعرف أحدنا الآخر, ونعرف الغرباء كذلك.
إلى ذلك, توعد رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل بالرد بقوة على اي شخص يهدد استقرار البلاد.
وقال عبد الجليل في كلمة بثها التلفزيون الليبي عشية ذكرى الثورة ان "ليبيا متسامحة مع الجميع وخاصة أولئك الذين لم تتلوث أيديهم بدماء الليبيين ولم يوغلوا في سرقة المال العام"، محذرا أي شخص يحاول زعزعة استقرار ليبيا من "عواقب وخيمة".
وأضاف "أننا فتحنا أذرعنا لجميع الليبيين سواء أكانوا قد أيدوا الثورة أم لا"، لافتا إلى أن السلطات الحاكمة "تقف على مسافة متساوية من جميع الليبيين".
وأوضح ان "هذا التسامح لا يعني أن المجلس الوطني الانتقالي سيساوم على استقرار البلد وأمنها"، مشيرا إلى أن "المجلس سيكون حاسما مع أي شخص يهدد الاستقرار في ليبيا".
ولفت عبد الجليل الى ان "الثوار مستعدون للرد على أي محاولة لزعزعة استقرار البلد"، مؤكدا "اننا نسعى جاهدين لبناء الدولة الدستورية المدنية الموحدة، دولة لامركزية (...) لا للمناطقية فيها ولا للقبلية".