أنت هنا

26 ربيع الأول 1433
المسلم/ الرياض

أكد معالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء, أن التساهل مع الكتاب في تطاولهم على علماء الإسلام هو ما دفعهم إلى التجاوز والتطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم  كما هو الحال مع حمزة كشغري في تطاوله على مقام الرسول الكريم.

 

وبين فضيلته في مقال له بعنوان " وهذا ما كان نحذر منه " أنه في السنوات الأخيرة حصلت تطاولات من بعض الكتّاب في حق علماء الإسلام المعاصرين والقدامى متذرعين بقولهم: (ليس هناك أحد فوق النقد)، (لا كهنوت في الإسلام). مستنكرا تشبيه قضية احترام العلماء الربانيين بتعظيم النصارى لأحبارهم ورهبانهم واتخاذهم أرباباً من دون الله وجعل ذلك ذريعة لتناول المؤسسات الدينية الرسمية بهذه التطاولات.

 

وأضاف " وهذا نتيجة حتمية لعدم محاسبتهم على تطاولاتهم على العلماء،وإيقافهم عند حدهم ما أدى إلى التجاوز، وإلى التطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم لأننا وجهنا جهودنا نحو المتشددين والمتطرفين والمخربين فقط ".

 

وبين أن ملاحقة المتشددين والمتطرفين والمخربين أمر لا بد منه, وقد أنكر السلف على الخوارج تشددهم وتطاولهم على العلماء وولاة الأمور وقاتلوهم على ذلك بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حماية للدين والعقيدة ولجماعة المسلمين, مؤكداً في الوقت نفسه "أنه لا يجوز التغافل عن الطرف الآخر المقابل للغلاة وهم أهل التحلل والانفلات".

 

وأكد الشيخ الفوزان أن كلا الطائفتين عدوّ للإسلام والمسلمين يجب الحذر منهما والأخذ على أيديهما, مرجحا أن يكون جانب التساهل والانفلات أشد خطراً من جانب التشدد والغلو؛ لأن الغلاة فيهم دين حملهم الحرص عليه مع جهلهم على الوقوع في التشدد، أما هؤلاء المتساهلون والمنفلتون فقد لا يكون فيهم شيء من الدين أصلاً فهم يتسترون بالانتساب إليه، ويتكلمون بلسان المنافقين الذين قالوا: (ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً وأكذب ألسناً وأجبن عند اللقاء) يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

 

ونوه إلى أنه  في هذه الحادثة درساً للمسلمين بأن يحذروا من الجانبين: جانب الغلو، وجانب الانفلات خصوصاً الأخير والله أمر بالحذر من المنافقين فقال سبحانه: (هُمُ العدو فاحذرهم قاتلهم الله أني يؤفكون) «سورة المنافقون: آية ٤».

 

وأشاد فضيلته بمبادرة خادم الحرمين نحو هذه الحادثة من الأمر بالقبض على هذا المجرم المتطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقديمه للمحاكمة لدى المحكمة الشرعية واصفاً ذلك بأنه " بُشرى خير وغيْرة على حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم " متمنياً أن تتواصل جهود خادم الحرمين  في كبح جماح الفريقين وإيقافهما عند حدهما.