أنت هنا

30 ربيع الأول 1433
المسلم/صحيفة البيان/صحيفة الحياة

يعيش سكان مدينة حمص السورية أوضاعا مأساوية بسبب الحصار والقصف المستمر لقوات بشار الأسد للمدينة التي كانت مهد الانتفاضة.

 

ويقول سكان حي بابا عمرو بحمص إن كل أربع أو خمس عائلات يتكدسون في منزل واحد، حيث يعتمدون على مياه الأمطار التي يجمعونها في الصراع من أجل البقاء بعد أسبوعين من القصف المدمر من قبل القوات السورية ويشاهدون الجرحى من الأصدقاء والأقارب يموتون بسبب نقص الأدوية.

 

وذكر البعض أن الموت جوعاً خطر حقيقي ويتهمون العالم بالتخلي عنهم أمام قصف الجيش. ومع انعدام فرص الفرار هجرت الكثير من الأسر منازلها في الضواحي وتقهقرت بشكل أكبر إلى قلب الحي المدمر.

 

ويواجه من ينجو من القصف نقص الغذاء والمياه الذي يقولون إنه يتفاقم بشكل متعمد بسبب اطلاق قناصة الحكومة النار على خزانات المياه ويشعرون بالخوف من مغادرة المنازل والملاجئ.

 

وقال أحد سكان بابا عمرو يدعى ابو بكر ويلوذ بمنزل يتألف من غرفتين مع 25 شخصا اخرين: «نجمع مياه الأمطار في الجرار والأوعية».

 

واضاف: «ننام بالتناوب البعض خلال النهار وآخرون أثناء الليل بسبب عدم وجود مساحة كافية».

 

 وقال ساكن آخر في حي بابا عمرو : «نراقب الجرحى وهم يموتون. كل ما نفعله هو استخدام قطعة من الملابس لتغطية جراحهم ثم مشاهدتهم وهم يموتون».

 

وتابع: «فقدنا الكثير من الناس وكل يوم يموت أصدقاء وأقارب أمام أعيننا.. ليس بإمكاننا فعل أي شيء».

 

من جهة أخرى,  قال ناشطون وشهود إن مقاتلين منشقين في حمص يمنعون قوات الجيش السوري من اقتحام أحياء المدينة المحاصرة والتي تعاني أوضاعاً إنسانية صعبة، موضحين أن قوات الجيش عززت وجودها حول المدينة وداخلها وأنه بسبب «المقاومة العنيفة» التي يبديها المقاتلون والسكان أمام آليات الجيش، عمدت قوات الاسد إلى مواصلة القصف المدفعي العنيف ضد حمص حتى «تنهك» مقاتلي المعارضة ويصبح دخول أحياء حمص أسهل.

 

وأوضح ناشطون أن قوات الجيش واصلت أمس عملياتها في مدن عدة إضافة إلى حمص، من بينها دمشق وريفها وإدلب وحلب وحماة، متحدثين عن مقتل ما لا يقل عن 54 شخصاً وإصابة المئات في قصف مدفعي على حمص وهجمات على عدة قرى في محافظة ادلب، حيث اقتحم الجيش قرية أبديتا وطارد الناس في قريتي إبلين وبلشون وقتل 33 شخصاً كلهم مدنيون.

 

إلى ذلك, خرجت تظاهرات جديدة في أحياء عدة بالعاصمة دمشق، وجرح عدد من المتظاهرين في إطلاق نار من قبل الأمن.
 كما شهدت جامعة حلب أكبر تظاهرات منذ بدء الحركة الاحتجاجية في (مارس) الماضي.