
شدد فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك على أهمية التوافق بين الجماعات الإسلامية التي مُكّن لها في بعض الدول الإسلامية بعد ثورات الربيع العربي, مؤكداً على أن هذه الجماعات إن اختلفت في بعض اجتهاداتها, فلا بد أن يشد بعضها بعضاً وأن يعملوا لغاية واحدة هي نصرة الإسلام والتمكين لهذا الدين.
جاء ذلك لدى حضور فضيلته أمسية جمعت عدداً من العلماء الأفاضل وطلبة العلم في منزل الشيخ الدكتور ناصر العمر بمناسبة زيارة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق وعدد من مرافقيه الذين قدموا من دولة الكويت، حيث أثيرت خلال الأمسية مسألة الخلافات التي قد تحدث بين الجماعات الإسلامية في ظل تنافسها الانتخابي في البلدان التي تمكنت من إسقاط الأنظمة الجائرة, كما هو الحال في ليبيا ومصر.
وبيّن فضيلة الشيخ البراك أنه عند ذكر الجماعات الإسلامية؛ فإننا نعني بها الجماعات الإسلامية السنية, فمن المعلوم أنه ليس كل من ينتسب للإسلام قد يكون مسلماً أو يعتد بإسلامه.
وعن التعددية في الأحزاب الإسلامية أوضح فضيلته أنه لا مانع من وجود هذه الجماعات التي هدفها الدعوة إلى الله ونصرة الإسلام وتحكيم دين الله وإيجاد حكم إسلامي, فما دام هذا الهدف موجوداً فلا مانع حينها من التعددية.
وأضاف: "لكن الواجب أن يكون هذا التعدد بشكل لا يحمل تعصباً, بل يكون الولاء سائداً بين تلك الجماعات حيث لا يكون هناك تعصب لفرد ما لمن ينتمي إليه".
وشبه الشيخ البراك هذا الانقسام بين الجماعات الإسلامية في الوقت الحاضر في مناهج الدعوة بالانقسام الذي حدث في الأمة الإسلامية في مجال الفقه والذي نجم عنه المذاهب الفقهية, موضحاً أن هذا الانقسام لم يكن منكراً عند المحققين, ولم ينكروا مجرد الانتماء ولكن ما أنكروه هو التعصب, مضيفاً أن علماء كبار لم يتجردوا عن الانتماء المذهبي, لكنهم كانوا بريئين من التعصب لقول فلان أو فلان, فقد كان رائدهم هو قول الله وسنة نبيه, فبه يعملون وإليه يدعون.
وأضاف الشيخ البراك: إن "من الحكمة ومن وسائل النصر وإغاظة الأعداء أن يكون هناك توافق بين هذه الجماعات وإن اختلفوا في بعض اجتهاداتهم, فعليهم أن يسدد بعضهم بعضاً, وأن ينصح بعضهم لبعض, وأن يحب بعضهم بعضا في الله, على أنهم إخوة, غايتهم عز هذا الدين ونصرته والدعوة إليه".
وأشاد فضيلته بموقف الجماعات الإسلامية في مصر, حين جعلوا من خلافهم خلاف تنوع, مع سعيهم في التنافس, في إشارة إلى حصول حزبي النور وحزب التنمية والعدالة الإسلاميين في مصر على ما يقارب 70 في المائة من أصوات مجلس الشعب, مبيناً أن ذلك ما يبشر بالخير ويستقبل بخير لمصر وغير مصر, مشيراً إلى أن مصر لها الريادة والقيادة للعالم الإسلامي، ولها أثر كبير بما يتم فيها من خير لا بد أن ينعكس أثره على بقية العالم الإسلامي سائلاً الله عز وجل أن يجمع كلمتهم لما فيه خير هذه الأمة.
وقد حضر الأمسية كل من فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق والشيخ عبد العزيز الراجحي, والشيخ إبراهيم الناصر, والشيخ عبد المحسن المطيري, والشيخ عبد العزيز التركي, وفضيلة الشيخ عبد الحي يوسف من دولة السودان وعدد من الوجهاء وطلاب العلم.