
أكد الشيخ الدكتور ناصر العمر الأمين العام لرابطة علماء المسلمين والمشرف العام على ديوان المسلم , أن قضية سب الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم التي تفجرت خلال الفترة الماضية, كشفت عن أن هذا الامر جاء نتيجة لمنهج وتربية وليس مجرد فعل فردي.
واستدل فضيلته على ذلك بالتأييد الذي ظهر على بعض مواقع التواصل الاجتماعي لهذا الفعل, والاقوال التي ساقها البعض بشأن "الدفاع عن حرية الرأي والفكر" لتبرير سب الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وأضاف فضيلته في درس الأحد أن هذه الحادثة وغيرها مثل قضية الاحتساب فيها منافع عظيمة؛ فهذه الهبة التي قامت بها الامة على المستوى الرسمي والمستوى الشعبي تبين مقدار الخير الذي تتمتع به وأن حبها لله ورسوله صلى الله عليه وسلم لا يحتاج لمزايدة رغم وجود بعض الشواذ من هنا أو هناك.
وأوضح أن هذا الامر مهم جدا وعلينا أن نواصل على هذا المنوال في قضايا الاحتساب على امثال هؤلاء وأن لا تكون سحابة صيف وكأن الامر انتهى , فالواقع يبين أن الامر لم ينته بعد فهناك شخص استدعي للتحقيق ولا ندري كيف ستكون النتائج ولكن هناك غيره لم يستدع ويخرج كل يوم يقول نفس الكلام.
كما أفاد فضيلته بأن هناك خللا في التربية, مشيرا إلى أن بعض الاخيار من لم يتحرك رغم خطورة القضية ومساسها بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم, فإذا لم يغر الإنسان في مثل هذه القضايا الكبرى فمتى يغار.
ولفت الشيخ العمر إلى أهمية زرع حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنه والسلف في نفوس الابناء دون تزييف ودون كذب, فالنصارى في تربيتهم لابنائهم إذا أعطوهم دواء مرا كرهه الطفل قالوا "أمرنا بذلك محمد" وإذا جاءوا له بهدية قالوا "هذه من عيسى", وبعض الشيعة اذا جاءت مصيبة قالوا "من عمر", وإذا جاءت أمور فيها إهداء قالوا "من علي", وهذه قضايا نفسية يصعب فصلها عن الشخص عند الكبر ويجد معاناة للتخلص منها.
وذكر فضيلته أن تعظيم شأن الانبياء عليهم السلام من تعظيم شأن من أرسلهم وهو الله عزوجل والتقليل من شأنهم هو تقليل من شأن من أرسلهم, مشيرا إلى تعظيم شأن أشخاص ليسوا أهلا لذلك مثل الممثلين واللاعبين.
وتابع: إن الاهالي في الماضي كانوا يقولون لأبنائهم عند تعليمهم النطق قل لا إله إلا الله أما الآن فيقولون لهم من تشجعون من الفرق الرياضية.
وضرب أمثلة على ذلك بتسمية الممثل في الاعمال الفنية "بالبطل" والإنفاق الكبير على القنوات الرياضية وعلى اللاعبين في حين أن خريج الجامعة لا يجد عملا وإذا وجد يجد بعد سنوات طويلة وهو ما يؤدي إلى زرع محبة هؤلاء في نفوس الصغار.
واضاف الدكتور العمر: قد يكون البعض في هذه القضايا خطّأ شخصا معينا أو خرج عن الحد الشرعي, فتجد الدفاع عن بعضهم أكثر من دفاعهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وزاد فضيلته: إن بعض الشباب بحسن نية يتصدى لأمور كبيرة وحساسة دون الرجوع لعلماء الأمة؛ فقد كان عمر رضي الله عنهم يجمع أهل بدر إذا جاءته قضية كبرى, مثلما حدث عندما أراد أن يدخل الشام وبها الطاعون وكان يستطيع أن ينفرد برأيه.
وأوصى الشباب بالتأني وعدم التعجل والرجوع لمن هم أعلم منهم وأكبر سنا حتى لا يقدموا على أمور تعرضهم لضغط وهجوم قد لا يتحملونه.
وضرب مثالا بشيخ عمره فوق الخمسين متخصص في العلوم الشرعية ويكتب تغريدات أحيانا يقول إنه يعرضها على 5 إلى 10 من المشايخ قبل نشرها؛ فكيف بالقضايا الكبرى والتصدي لها من قبل بعض الشباب؟!
وأكد فضيلته أن الملحدين في تراجع وانكسار ويشعرون بهزيمة نكراء بعد قضية كشغري, ويعيشون اسوأ أيامهم, وطالب باستمرار الإنكار عليهم.
وفي موضوع سوريا قال فضيلته ردا على سؤال بشأن تعجيل الزكاة : يجوز تعجيلها سنة أوسنتين وإخراجها لأهل سوريا الذين يتعرضون لحرب ابادة من قبل نظام الاسد.
وعلق على تصريح لمستشار خامنئي بأن نظام الاسد لن يسقط لأن إيران والعراق وحزب الله يدافعون عنه, متسائلا: هل ننتظر حتى يلتف علينا الحوثيون والمجوس في العراق والشام ولبنان؟!
وأكد على ضرورة دعم ونصرة المسلمين المستضعفين في أي بقعة من بقاع الارض حتى لو لم يؤثر ذلك علينا.
وأثنى على تصريحات المسؤولين السعوديين الاخيرة بشأن الازمة السورية, ووجه نداءً لخادم الحرمين لفتح باب التبرعات وإطلاق حملة شعبية لنصرة الشعب السوري.
وحذر من التحجج بالاعذار المختلفة للقعود عن نصرة الشعب السوري بشتى الطرق, مؤكدا تفاؤله بنصرالله عزوجل لهم في وقت قريب.