أنت هنا

8 ربيع الثاني 1433
المسلم- صحف

اتفقت مصر والمملكة العربية السعودية على إعادة إحياء مشروع الجسر البرى الذى يربط مدينة تابوك بميناء العقبة المصري، بتكلفة تبلغ 3 مليارات دولار. ويسهل الجسر حركة التنقلات بين البلدين كما من المتوقع أن ينعش الاقتصاد والتبادل التجاري.

 

وسيطلق على الجسر الجديد الذي طال انتظاره "جسر الملك عبدالله بن عبد العزيز"، حسبما أفادت صحيفة الوطن السعودية. ومن المتوقع أن يبدأ العمل به منتصف العام المقبل.

 

وقال اللواء فؤاد عبد العزيز مسئول ملف مشروع الجسر في الجانب المصري إنه تم تشكيل لجنة متخصصة بوزارة النقل المصرية لدراسة إحياء المشروع وهو ما أكده مصدر مسئول بوزارة النقل السعودية.

 

وأفاد المصدر السعودي بأن الأسابيع المقبلة ستشهد وضع الخطوط العريضة لبداية المشروع الذي سيمتد من منطقة تبوك بين رأس حميد ومضيق تيران، إلى مدخل خليج العقبة في مصر عبر البحر الأحمر بطول 50 كيلومتر، موضحًا أن وزارة النقل السعودية وضعت تاريخا مبدئيا للعمل بالمشروع وهو منتصف 2013.

 

وقال اللواء عبد العزيز  إن الدكتور جلال السعيد وزير النقل، كلفه بإعداد ملف كامل عن المشروع وهو جاهز للتنفيذ، موضحاً أنه يعمل في هذا الملف منذ عام 1988، وكان من المقرر وضع حجر الأساس في عام 2006.

 

وأعاق النظام المصري البائد بناء هذا الجسر لأسباب سياسية وأمنية، لكن في أعقاب الثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك أصبح بالإمكان إعادة النظر في هذا المشروع الذي من شأنه أن يمتن العلاقات بين الشعبين المصري والسعودي.

 

ومن المتوقع أن تكون لهذا الجسر فوائد كثيرة أهمها تيسير حركة التجارة والأفراد، خاصة في مواسم الحج والعمرة، وحركة العمالة المصرية بدول الخليج، والسياحة، فضلاً عن اختصار الوقت والجهد والمسافة فيما بينهما، كما أنه سيختصر على مصر مسافات كبيرة مع دول شمال أفريقيا ودول شرق خليج العقبة ودول الخليج جميعاً وسوريا والعراق والأردن، حيث إن المسافة لا تتعدى 20 دقيقة.

 

وقال مصدر سعودي إنه من المتوقع أن يتم استرداد تكلفة المشروع خلال 10 سنوات فقط، عن طريق رسوم عبور الحجاج والمعتمرين والسياح والعاملين في دول الخليج.

 

ووفقاً لمحللين اقتصاديين، سينعش الجسر الحركة التجارية بين البلدين، ويصبح ممراً دولياً لدول الخليج العابرة إلى دول شمال أفريقيا، وهو ما يسهم في تحقيق تنمية شاملة لكل المنطقة الشمالية للمملكة، وخاصة تبوك، كما سيعمل على إنعاش الحركة التجارية في ميناء ضباء، بجانب تعظيمه من المكانة السياحية لمنتجع شرم الشيخ الذي يقبل عليه السياح الخليجيون.

 

وتأتي تجربة الجسر السعودي المصري على غرار تجربة جسر الملك فهد، الذي بدأ العمل فيه سنة 1982 بتكلفة بلغت نحو 3 مليارات ريال، والذي ربط بين السعودية والبحرين، إلا أن الجسر السعودي المصري يبدو مختلفاً بعض الشيء، حيث يربط قارتين ببعضهما.