أنت هنا

11 ربيع الثاني 1433
المسلم- وكالات

قصفت القوات السورية بلدة القصير الحدودية يوم الأحد في استمرار لحملتها الدامية ضد الاحتجاجات الشعبية المناهضة لنظام بشار الأسد. وقصفت القوات كذلك بلدة الرستن في ريف حمص بعد أن سيطرت على حي بابا عمرو في تلك المدينة، بعد حصار دام قرابة الشهر.

 

وأفادت وكالات الأنباء الدولية بأن قوات الجيش التابع للأسد قصفت بلدة القصير ما دفع السكان إلى الفرار إلى لبنان سيرا على الأقدام.

 

ونقلت رويترز  عن بعض السكان أنهم كانوا جالسين في منازلهم عندما بدأ فجأة القصف وفروا. وأوضحوا أن القصف كان بالدبابات ونيران الأسلحة.

 

وكثير من الفارين هم من النساء والأطفال.

 

كذلك سمع دوي انفجارات من الحدود اللبنانية الواقعة على بعد نحو 12 كيلومترا من القصير.

 

وفي الرستن الواقعة في ريف حمص، قتلت قوات الأسد ثلاثة مدنيين بينهم امراة في قصف شنته يوم الأحد.

 

ويأتي هذا الهجوم بعد أن تمكنت قوات الأسد من السيطرة على حي بابا عمرو في حمص بعد تراجع تكتيكي لقوات الجيش الحر الذي يقاتل نظام الأسد دفاعا عن المدنيين.

 

ولا يزال سكان الحي -الذي يتعرض لحملة عسكرية منذ نحو شهر- ينتظرون دخول المساعدات الإنسانية التابعة للجنة الصليب الأحمر الدولية، لكن قوات النظام تعيق دخول المساعدات.

 

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "ثلاثة مواطنين بينهم امراة استشهدوا فيما أصيب العشرات بجراح إثر القصف الذي تتعرض له مدينة الرستن منذ صباح اليوم".

 

وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن أفاد في وقت سابق من اليوم بأن القوات السورية شنت قصفا عنيفا الأحد استهدف معاقل التمرد في مدينة الرستن بحمص؛ معقل الحركة الاحتجاجية حيث بسط الجيش النظامي سيطرته الخميس.

 

وقال عبد الرحمن: "تتعرض المواقع التي تتمركز فيها مجموعات المنشقين في الناحية الشمالية من مدينة الرستن لقصف عنيف منذ ساعات الفجر الأولى".

 

ويتوقع الكثير من الناشطين أن تكثف قوات الجيش النظامي هجومها على الرستن وعلى بلدة القصير التي يسيطر على جزء كبير منها المتمردون وبخاصة بعد أن سيطر الجيش على حي بابا عمرو في مدينة حمص الخميس.

 

وأوضح مدير المرصد أن "هاتين المدينتين تمثلان معقل المنشقين في وسط البلاد حيث من المتوقع أن تكون مسرح المرحلة القادمة من عملية استهداف النظام للمنشقين".

 

وأشار عبد الرحمن إلى أن "أحد الضباط المنشقين أعلن في الخامس من فبراير أن الرستن مدينة محررة".

 

ويأتي ذلك بالتزامن مع بدء اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتوزيع المساعدات الإنسانية على قرية نزح إليها بعض سكان حي بابا عمرو في حمص.

 

وأفاد المتحدث باسم اللجنة صالح دباكة بأن "اللجنة بدأت اليوم توزيع المساعدات في قرية أبل الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات عن حي بابا عمرو والتي نزح إليها عدد كبير من سكان هذا الحي".

 

وتضمنت هذه المساعدات المواد الغذائية وأدوات النظافة الشخصية والأغطية.

 

وتوقع المتحدث أن "تمتد عمليات توزيع المساعدات إلى حي الإنشاءات" المجاور لبابا عمرو" مشيرا إلى أن "المناقشات ما تزال جارية لدخول بابا عمرو".

 

ولا يزال فريقا اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر السورية ينتظران منذ الجمعة الحصول على إذن للدخول إلى حي بابا عمرو في حمص الذي سيطر عليه الجيش السوري لتقديم المعونات الإنسانية.

 

وأعرب المجتمع الدولي عن غضبه من عدم سماح السلطات السورية للشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية بدخول الحي فيما أوردت السلطات السورية أسبابا أمنية وخاصة وجود قنابل وألغام على الطرقات في بابا عمرو.

 

وكان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر ندد بعدم تمكين قافلة اللجنة من دخول حي بابا عمرو في حمص الجمعة، رغم الوعود التي قدمتها السلطات السورية بهذا الصدد.

 

وفي هذه المنطقة أيضا، ذكر المرصد أن قريتي جوسية والنزارية "تعرضتا لسقوط عدة قذائف من قبل القوات السورية التي تمركزت بالمنطقة وبدأت حملة مداهمات بحثا عن عناصر منشقة".

 

وأضاف: "كما تعرضت قريتا الصالحية والنهرية لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة" لافتا إلى عدم سقوط ضحايا "حتى اللحظة".

 

وفي ريف درعا (جنوب)، انتشرت القوات العسكرية في بلدة المليحة الغربية وأطلقت الرصاص من الرشاشات الثقيلة خلال اشتباكات مع منشقين، حسبما ذكر عبد الرحمن.

 

وأشار عبد الرحمن إلى انقطاع الاتصالات واعتقال عشرات الأشخاص في هذه البلدة التي تقع شمال درعا.

 

وأضاف الناشط الحقوقي أنه تم اختطاف أحد الضباط في أجهزة المخابرات كما توفي مواطن من بلدة أنخل متأثرا بجراح أصيب بها أمس الأول إثر إطلاق الرصاص عليه خلال كمين نصبته له قوات الأمن السورية.

 

وفي ريف أدلب (شمال غرب)، ذكر المرصد "دارت اشتباكات فجر اليوم الأحد في بلدة كفرنبل بجبل الزاوية بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة هاجمت أحد الحواجز في البلدة تبعه إطلاق نار من رشاشات متوسطة وثقيلة".

 

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل جندي من الجيش النظامي وإصابة عناصر من المجموعات المنشقة بجراح، بحسب المرصد.

 

وقتل السبت 44 شخصا خلال أعمال عنف في مدن سورية عدة بينهم 26 مدنيا قتل معظمهم خلال مداهمات قام بها رجال الأمن بحثا عن مطلوبين في ريف دمشق.