أنت هنا

12 ربيع الثاني 1433
المسلم ـ خاص

عشية اقتراب موعد معرض الرياض الدولي للكتاب للعام 2012 خلال أيام قليلة مقبلة، أكد فضيلة الدكتور ناصر العمر أن المعرض كان معروفًا منذ سنوات طويلة كمصدر من مصادر العلم، لكن مع  كل أسف وجد في هذا المعرض ما يعكر صفوه ويسيء إلى منهجه خاصة بعد انتقال الإشراف عليه من وزارة التعليم العالي إلى وزارة الإعلام والثقافة، فأصبح المعرض في بعض جوانبه مصدرًا من مصادر الشر فيما ينشره من كتب تسب الله جل وعلا وتقدح في الدين وتسب النبي كما أصبح مكان بلاء ونشر لأفكار فاسدة وكتب ممنوعة تتناقض مع منهج هذه البلاد، حيث أن بعض الكتب لو عرضت في غير وقت المعرض لن يسمح بها.

 

وأكد د.العمر الأمين العام لرابطة علماء المسلمين أن تلك المخالفات لكتاب الله وسنة نبيه  واستمرار المعرض على هذا الوضع يتعارض مع سياسة وزارة الإعلام نفسها مستشهدًا بقوله تعالى {وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين} وكذلك قوله جل وعلا في سورة النور: {وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ} (48)
 

 

ولفت الشيخ العمر إلى أن تلك الكتب تبقى وتتكرر كل سنة بدعاوى باطلة، منتقدًا الدفاع شديد والهجوم الشديد على المحتسبين وتهديدهم من جانب بعض مدعي الحرية من الكتاب والصحفيين، الذين يحمون هذه الكتب وهذا المعرض.

 

وأبدى الشيخ العمر، المشرف العام على مؤسسة ديوان المسلم تعجبه من بعض مقالات الكتاب التي تطالب بالحرية، متسائلاً: أي حرية؟ حرية سب الله حرية القدح في الدين؟
وأضاف الشيخ: هم أشد الناس مناهضة للحرية وأضيق الناس فيها، وإلا فلم لا يتركوا المحتسبين يمارسون عملهم بحرية، لكنهم تبع للغرب بهذه الحرية المزعومة
 
كما أشار د. العمر إلى أن دولاً كثيرة لها ضوابط لتنظيم مثل تلك المعارض في بلدان العالم .
 

 

وعزا الشيخ العمر أسباب انحراف بعض الشباب ممن سب الله ومن أيدوه، إلى وجود مثل هذه الكتب، فمع سؤال أهلهم تبين أنهم كانوا يقرأون كتب الفلاسفة والزندقه، كيف حصلوا عليها؟ من معرض الكتاب.
 
وتابع: "اذن من أسباب الانحراف أن يوجد معرض رسمي وتباع فيه مثل هذه الكتب"
 

 

وبشأن ما يتوجب علينا في هذا الجانب أكد د.العمر أنه لا يدعو لمقاطعة المعرض لكنه يشدد على أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إياكم والجلوسَ في الطُّرقات)، قالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بُدٌّ ، نتحدَّثُ فيها، فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (فإذا أبيتم إلا الجلوس، فأعطُوا الطريق حقَّه)، قالوا: وما حقُّ الطريقِ يا رسولَ الله؟ قال: (غَضُّ البصرِ، وكَفُّ الأذى، وردُّ السلام، والأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكَر)؛ مُتَّفق عليه.
كما ناشد من يذهب إلى المعرض باتباع قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم.
 

 

ودعا الشيخ العمر المحتسبين من الأفراد إلى الاحتساب بحكمة دون الإخلال بالأمن وأن يتم التحذير من هذه الكتب من خلال التواصل مع المسؤولين من خلال التغيير باللسان لكن التغيير باليد متروك للجهات المسؤولة في وزارة الثقافة، مشيرًا إلى أن الهيئة ترسل بعض الأشخاص الطيبين لكن عددهم قليل لا يتناسب إطلاقا مع الشر الموجود مثلما حصل في الجنادرية.
 

 

كما وجه فضيلته الشكر لأحد المسؤولين السعوديين الذي اتصل ببرنامج الجواب الكافي وطالب الشباب بتوثيق ما يجدوه من منكرات، فالتوثيق مهم جدًا.
 

 

وفي ختام كلمته التي ألقاها خلال درس الأحد في الرياض، دعا الشيخ العمر القائمين على المعرض خاصة وزارة الثقافة أن يتقوا الله جل وعلا في أبنائنا وفي أمن هذا البلد وفي عقيده هذا البلد.
كما طالب ولاة الأمر بأن يتخذوا موقفًا حازما من هذا المعرض.