أنت هنا

13 ربيع الثاني 1433
المسلم- وكالات

قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الاثنين إنها وزعت أغذية ومساعدات أخرى على بعض أحياء مدينة حمص السورية لكنها لم تحصل على إذن من السلطات لدخول حي بابا عمرو أكثر المناطق تضررا بالمدينة. يأتي ذلك بينما أظهرت لقطات فيديو عمليات تعذيب يتعرض لها مرضى في مستشفى حكومي بحمص.

 

وقال إيف داكور المدير العام للصليب الأحمر إن الحكومة ما زالت تمنع دخول موظفي اللجنة إلى حي بابا عمرو الذي تعرض لقصف متواصل وحصار دام لقرابة الشهر ولا يزال المدنيون فيه محاصرين في درجات حرارة شديدة البرودة ويحتاجون للطعام والمياه والرعاية الطبية.

 

وقال متحدث إن المفاوضات مستمرة مع الجيش والحكومة بعد أن وصل موظفو الصليب الأحمر ومتطوعون وسيارات إسعاف من الهلال الأحمر العربي السوري إلى منطقتين في حمص فرت إليهما عائلات كثيرة من بابا عمرو.

 

وقال داكور في مقابلة أجرتها معه هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية عن إمكانية دخول بابا عمرو: "نحن ممنوعون حاليا من قبل الجيش والحكومة السورية".

 

وأضاف: "المفاوضات تجري على الأرض في حمص مع القادة العسكرييين وأيضا في دمشق".

 

وقال في إشارة إلى بابا عمرو "الوضع بالغ الصعوبة والأحوال الجوية مأساوية. الجو بارد جدا وهناك قتال وأشخاص لا يمكنهم الحصول على الغذاء أو المياه وفوق كل ذلك مشكلة إجلاء الجرحى".

 

ومن جهته، قال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن فرقا من الصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري تضم سيارات إسعاف وطبيبا وصلت يوم الاثنين إلى اثنين من أحياء حمص هما الإنشاءات والتوزيع الإجباري.

 

وأضاف: "الإنشاءات هو أقرب حي لبابا عمرو. بالتأكيد هناك سكان بحاجة إلى مساعدات إذ أن هذا الحي تأثر أيضا بأعمال العنف ويستضيف أيضا الكثير من العائلات التي فرت من بابا عمرو".

 

وتابع: "يريدون مساعدة أكبر عدد ممكن من الأشخاص".

 

وأوضح أنهم في حي الإنشاءات قاموا بتوزيع مساعدات على 100 أسرة أو نحو 600 شخص"، مبينا أن "بعض العائلات بدأت العودة إلى الإنشاءات بعد أن كانت قد غادرت أثناء المعارك".

 

وقال حسن إن قافلة للجنة الدولية للصليب الأحمر تحمل أغذية "لعدة آلاف من الأشخاص" وأغطية وأدوات صحية وصلت إلى حمص قادمة من دمشق يوم الاثنين وهي الثانية في أقل من أسبوع والخامسة منذ 11 من فبراير.

 

وتمكنت فرق من الصليب الأحمر والهلال الاحمر العربي السوري من توزيع المساعدات الغذائية والطبية يوم الأحد في قرية أبل قرب حمص.

 

ووردت تقارير عن عمليات انتقامية دموية من جانب القوات الحكومية التي استعادت السيطرة على الحي من المعارضة يوم الخميس الماضي.

 

وسئل داكور عن التقارير التي تحدثت عن عمليات إعدام ارتكبت في بابا عمرو فقال "مبعث قلقنا بالطبع متصل بما يمكنكم سماعه ورؤيته في حمص لكن فوق كل ذلك له علاقة بحقيقة مفادها هو أنني للأسف أخشى أن نواجه صراعا أو وضع قتال قد يستمر لعدة شهور أو ربما أطول من ذلك... والسكان المدنيون هم الذين سيدفعون الثمن فعليا".

 

ولا يزال الصليب الأحمر يضغط للتوصل لوقف لإطلاق النار في سوريا مدته ساعتان يوميا لأغراض إنسانية وهي مبادرة بدأها قبل نحو أسبوعين مع كل من الحكومة السورية وقوات المعارضة.

 

وهذه التبريرات لتلك المنظمات تعتمد على فكرة أن الصراع يحدث بين قوات الأسد والجيش السوري الحر، لكن الحقيقة التي تتجاهلها تلك اللجان الدولية هي أن قوات الأسد تقتل المدنيين فيما يحاول الجيش الحر مواجهتها للدفاع عن أهل البلاد.

 

وقال داكور "ساعتان ليستا فترة طويلة جدا لكنهما ضروريتان للسكان لكي يحصلوا ببساطة على الدواء الذي يحتاجونه ومن أجل إنقاذ الجرحى ومساعدتهم".

 

وتابع: "حمص ليست المكان الوحيد المعرض للخطر.. هناك أماكن أخرى في سوريا تواجه مشكلات".

 

في ذات الأثناء، أظهرت لقطات فيديو صورت سرا وبثتها قناة تلفزيونية بريطانية يوم الاثنين مرضى سوريون يتعرضون للتعذيب من قبل طاقم طبي في مستشفى حكومي في حمص.

 

وقالت القناة الرابعة التلفزيونية البريطانية إنها حصلت على لقطات مصورة لمشاهد مروعة في المستشفى العسكري بحمص. وصور موظف هذه اللقطات سرا وهربها للخارج مصور صحفي فرنسي عرف فقط باسم "ماني".

 

وقال الموظف الذي صور الفيديو لماني: "إني شهدت المحتجزين يعذبون بالصعق بالكهرباء والضرب بالسياط والهراوات وكسر الأرجل. ويقومون بلي أقدامهم حتى تتكسر أرجلهم".

 

وأضاف: "إنهم يجرون العمليات الجراحية دون تخدير ... رأيتهم يضربون رؤوس المعتقلين في الجدران. يقيدون المرضى في الأسرة. ويحرمونهم من المياه. البعض الآخر ربطت أعضاؤهم التناسلية لمنعهم من التبول".

 

وأظهر الفيديو الذي قالت القناة الرابعة التلفزيونية إنها لم تتمكن من التحقق منه من مصدر مستقل جرحى معصوبي العينين مكبلين بالسلاسل في الأسرة. وكان هناك سوط مطاطي وسلك كهربائي على طاولة في أحد أجنحة المستشفى. وعرض بعض المرضى ما يشبه علامات تعرضهم للضرب المبرح.

 

وقال موظف المستشفى إن بعض الرجال كانوا من الجنود الذين رفضوا تنفيذ الأوامر بقتل المدنيين وكذلك غيرهم من المدنيين. وأشار إلى أن أصغرهم كان عمره 14 عاما.