
أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأربعاء أن فريق الهلال الأحمر السوري الذي دخل حي بابا عمرو في حمص بعد ظهر اليوم، لم يبق هناك "سوى 45 دقيقة". يأتي ذلك بينما بدأت تعزيزات عسكرية تصل إلى قوات الجيش السوري التابع للرئيس بشار الأسد في محافظة إدلب استعدادا فيما يبدو لحملة عسكرية جديدة.
وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر كارلا حداد: "لم يبق الفريق (في حي بابا عمرو) سوى 45 دقيقة"، موضحة أن أفراده قالوا إن "معظم سكان بابا عمرو غادروا الحي إلى مناطق حيث تستطيع اللجنة الدولية للصليب الأحمر توزيع المساعدة عليهم".
ودخلت فاليري أموس مسؤولة الإغاثة في الأمم المتحدة إلى بابا عمرو مع فريق المتطوعين
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري ينتظران منذ أيام عدة للتمكن من الدخول إلى هذا الحي الذي حاصرته القوات السورية وقصفته خلال ما يقرب من شهر.
ويعيش سكان حي بابا عمرو في أسوأ الظروف في ظل انقطاع دائم للتيار الكهربائي ولإمدادات المياة والخدمات وفي ظل طقس شديد البرودة ونقص في إمدادات الغذاء والرعاية الطبية.
وأكدت المتحدثة أن فريقا مشتركا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري وزع الأربعاء مساعدة غذائية وإنسانية على عائلات هربت من حي بابا عمرو. وأوضحت أن المساعدة تشتمل على مواد غذائية وأغطية ومساعدة طبية.
وخلال اليومين الأخيرين وزع هذا الفريق المشترك مساعدة على 350 عائلة تتألف كل منها من ستة أشخاص كمعدل وسطي.
وقد اضطرت قافلة إنسانية من سبع شاحنات محملة بالمساعدة العاجلة لسكان بابا عمرو للانتظار خمسة أيام قبل أن يتمكن فريق من الهلال الأحمر السوري من الدخول إلى الحي.
من جهة أخرى، أعلن المجلس الوطني السوري أنه رصد الأربعاء دبابات وناقلات جند وقوات عسكرية متجهة إلى محافظة أدلب (شمال غرب)، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي.
وقال بيان المكتب إن "المجلس الوطني السوري رصد 42 دبابة و131 ناقلة جند انطلقت من اللاذقية منذ ساعات متجهة إلى مدينة سراقب" في محافظة أدلب، و"أرتالا عسكرية متوجهة نحو مدينة أدلب".
وحذر ناشطون من تكرار مجزرة حي بابا عمرو في أدلب، والتي سقط فيها مئات الشهداء.
كما طالب البيان الثوار في دمشق وحلب وحماه "بالقيام بكافة التحركات لتخفيف الضغط عن أهلنا في أدلب".
وقال الناشط السياسي المعارض محمد النعيمي المقيم في القاهرة والذي "يتواصل مع ناشطين في الداخل لنقل أخبار المحافظة" إن "التعزيزات العسكرية النظامية استقرت في إحدى الحدائق العامة في قرية المسطومة، وتمركزت قوة ثانية في قرية النيرب في معسكر كان مخصصا للشبيبة السورية قبل أن يحولوه إلى مركز أمني ومقر للجيش".
وشددت قوات النظام بعد سقوط حي بابا عمرو في حمص الخميس الماضي الضغط على عدد من المناطق التي تعتبر معاقل للمنشقين والناشطين المناهضين للنظام، وبينها إدلب.