
أعلن معاون وزير النفط السوري عبده حسام الدين يوم الخميس انشقاقه على حكومته وذلك في شريط فيديو بثه على موقع "يوتيوب". يأتي ذلك بينما اتهمت روسيا ليبيا بتدريب الثوار في سوريا وتسليحهم.
وفي الفيديو الذي تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي قال حسام الدين: "أعلن انشقاقى عن النظام واستقالتى من منصبى كمعاون وزير النفط والثروة المعدنية ... وأعلن انضمامى إلى ثورة هذا الشعب الأبي الذى لم ولن يقبل الضير مع كل هذه الوحشية التى يمارسها النظام ومن يواليه لقمع مطالب الشعب فى نيل حريته وكرامته".
وبذلك يصبح حسام الدين أرفع مسؤول مدني يتخلى عن الرئيس بشار الأسد الذي يشن حملة دامية على معارضيه المطالبين بسقوط حكمه في إطار انتفاضة انطلقت قبل عام.
ووجه رسالة إلى النظام قائلا في الفيديو: "أقول لهذا النظام الذى ادعى أنه يملك الأرض لا تملك إلا موطئ الدبابة التى تحركها وحشيتك بقتل الأبرياء، والتى قطعت أوصالها بحواجز الرعب بدلا أن تكون حواجز الأمن والأمان للمواطن، وألبست من ادعيت أنه شعبك عاما كاملا من الأسى والحزن وقطعت عنه أبسط مقومات الحياه والإنسانية وأحلت البلاد إلى شفير الهاوية بتعنتك وتكبرك وانفصالك عن الواقع".
وقال حسام الدين -وهو أيضا عضو المؤتمر الحادي عشر لحزب البعث الاشتراكي الذي يقوده بشار- إن اقتصاد سوريا "أوشك على الانهيار".
كان حسام الدين (58 عاما) عين في منصبه بمرسوم رئاسي في عام 2009. وظهر في الشريط مرتديا حلة وربطة عنق وبدا مستريحا وهو ينظر مباشرة إلى الكامير ويقرأ فيما يبدو من بيان معد على شاشة حاسوبه المحمول.
وقال: "رسالة إلى زملائى لقد قضيت فى السلك الحكومى 33 عاما تقلدت فيها العديد من المناصب ولا أريد أن أنهى حياتى الوظيفية فى خدمة جرائم هذا النظام لذلك آثرت أن أنضم إلى صوت الحق مع علمى بان هذا النظام سوف يحرق بيتى ويلاحق أسرتى ويلفق الكثير من الأكاذيب وأنصح زملائى ومن لايزالون بعد عام من السكوت على جرائم هذا النظام أن يتخلى عن هذا المركب الهالك الذى أوشك على الغرق فدماء الشهداء لن تغفر لمن استمر فى التواطؤ معه بزريعة أنه موظف أو ينفذ الأوامر".
من ناحية أخرى، اتهمت روسيا ليبيا خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء بإدارة مركز تدريب للمعارضين السوريين وتسليح المقاتلين الذين يقاتلون قوات الرئيس الأسد لحماية المدنيين من بطشه.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في اجتماع لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة: "تلقينا معلومات تفيد بأنه في ليبيا وبمساندة السلطات يوجد مركز تدريب خاص للثوار السوريين وأن أناسا يرسلون إلى سوريا لمهاجمة الحكومة الشرعية".
وروسيا داعم رئيسي لنظام الأسد وقد أعاقت مرتين إصدار قرار في مجلس الأمن لإدانة جرائم الأسد ضد الشعب السوري مستخدمة حق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به كدولة ذات عضوية دائمة في المجلس.
وأضاف تشوركين: "هذا مرفوض تماما وهو نشاط يقوض استقرار الشرق الأوسط". وتساءل بقوله هل تحول "تصدير الثورة" إلى "تصدير الإرهاب".
وكان روسيا عبرت مرارا عن غضبها من الغارات الجوية التي نفذها حلف شمال الأطلسي لمنع كتائب الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي من قتل مواطنيه الذين ثاروا ضده، وهي الغارات التي ساعدت الثوار في ليبيا على الإطاحة بالقذافي في أكتوبر الماضي.
وطالب تشوركين يوم الأربعاء حلف الأطلسي أن يعترف بأنه تسبب في سقوط قتلى وجرحي بين المدنيين الليبيين كما طالبه بدفع تعويضات.
وكانت جماعات حقوقية قالت إن عشرات المدنيين قتلوا في الغارات الجوية لحلف الأطلسي في ليبيا.
ولم يجب رئيس الوزراء الليبي عبد الرحمن الكيب على اتهامات تشوركين بأن ليبيا تقوم بتدريب المعارضين السوريين وقال لمجلس الأمن الدولي إن ليبيا تجري بالفعل تحقيقات بشأن مقتل مدنيين خلال القتال.
وقال الكيب: "أرجو ألا يعوق السبب لإثارة هذه المسألة المجتمع الدولي أو يمنعه عن التدخل في الوضع في دول أخرى يجري فيها ذبح الشعوب وقتلهم على أيدي حكامهم".
وقالت ليبيا الشهر الماضي إنها ستقدم ما قيمته 100 مليون دولار من المساعدات الإنسانية للمعارضة السورية وتسمح لهم بفتح مكتب في طرابلس.
وكانت ليبيا من أوائل الدول التي اعترفت بالمجلس الوطني السوري المعارض سلطة شرعية للبلاد في أكتوبر وهي لفتة قالت إنها تعبير عن التضامن بعد نضال ليبيا للإطاحة بالقذافي وإنهاء 42 عاما من الحكم الاستبدادي.
وقال الكيب لمعهد السلام الدولي في وقت سابق يوم الأربعاء: "يجب على العالم أن يساعد الشعب السوري لأنهم رأوا أن الأمور تمضي قدما في حالتنا وقبل ذلك في مصر وقبل ذلك في تونس".
وأضاف قوله: "قد يجدون أنه يجب أن تكون المعاملة مختلفة (عما جرى في ليبيا) لكن الهدف قطعا هو مساعدة الشعب السوري على نيل حريته".