شكلت ثلاثة أحزاب إسلامية في الجزائر "تكتل الجزائر الخضراء" ليمثل تحالفا لخوض الانتخابات البرلمانية المقررة في مايو القادم، حيث من المتوقع أن يعزز فرصهم في تحقيق نتائج متقدمة.

وقالت أحزاب حركة مجتمع السلم "حمس" وحركة "النهضة" وحركة "الإصلاح الوطني" إن مجالس الشورَى التابعة لكل منها وافقت على التحالف سويا في إطار هذا التكتل الذي يضم كذلك شخصيات مستقلة.

وأكَّدت أنَّها ستخوض الانتخابات بقوائم موحدة، وهو ما اعتبره خبراء مفتاح الطريق لتكرار النموذج المغربي الذي وصل فيه الإسلاميون إلى سُدَّة الحكم عن طريق صناديق الاقتراع. وتخشى الأحزاب التقليدية وأحزاب الائتلاف الحاكم من فقدان حضورها في المشهد السياسي لصالح الأحزاب الإسلامية بعد الانتخابات المقبلة.

واتَّفقت الأحزاب الثلاثة على تشكيل هيئة تضمّ ثلاثة أعضاء قياديين عن كل حزب لإعداد تفاصيل تلك القوائم والإطار المؤهّل لها.

وكانت الأحزاب الإسلامية المشكلة لهذا التحالف قد أعلنت قبل أسابيع نِيّتها في "الذوبان" في وعاء واحدة تحسبًا للانتخابات التشريعية، ووعد رئيس "حركة مجتمع السلم" أبو جرة سلطاني، خلال حملته الانتخابية بترقية هذا المولود إلى "تحالف حقيقي تذوب فيه الأحزاب الثلاثة في حزب واحد".

وقال سلطاني: "إنَّ الأحزاب المعنية ستدخل بقوائم موحّدة وستفوز بأغلبية مقاعد المجلس الشعبي الوطني المقبل"، وهو ما فجّر حربًا كلامية بين الإسلاميين والديمقراطيين والوطنيين، نادَى كل فيها بالغلبة له.

من ناحية أخرى، تعالت نداءات من داخل التيار الليبرالي إلى التحالف لمواجهة الإسلاميين، وهو ما سيفتح الانتخابات المقبلة على تنافس محمومٍ بين التيارات السياسية الموجودة في البلاد.

وحقق الإسلاميون على اختلاف تياراتهم فوزا كاسحا في كل من مصر وتونس بعد أن أطاحت ثورات الربيع العربي بالنظامي الحاكم فيهما. وحاز حزب النهضة الإسلامي في تونس أكثر من 40% من الأصوات في انتخابات المجلس التأسيسي الذي من المقرر أن يقوم بصياغة الدستور، واستطاع التحالف مع أحزاب قومية ويسارية ليحقق أغلبية قام من خلالها بتشكيل الحكومة.

أما في مصر فقد حقق حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين نحو 46% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية. وفاز كذلك حزب النور بأكثر من 20%، إلى جانب أحزاب أصغر ذات توجهات إسلامية، ما جعل نصيب الإسلاميين في مجلس الشعب يصل إلى أكثر من 70% من المقاعد.