أنت هنا

17 ربيع الثاني 1433
المسلم/ خاص

ضمن جولته الدعوية التي قام به فضيلته في عدد من مدن ومراكز منطقة تهامة جنوب المملكة العربية السعودية توجه فضيلة الشيخ ناصر بن سليمان العمر المشرف العام على مؤسسة ديوان المسلم مع الوفد المرافق له إلى محافظة المجاردة حيث زار فيها الجهات الدعوية والخيرية وألقى عدداً من الكلمات والدروس وألتقى بالمسؤولين فيها والدعاة وطلبة العلم.

 

فقد ابتدأ فضيلة الشيخ العمر جولته في محافظة المجاردة بزيارة  إلى مركز ثلوث المنظر التابع للمحافظة حيث توجه فضيلته مكتب الدعوة والإرشاد, والتقى المشرفين عليه, ليتوجه بعدها في زيارة إلى الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم, وجمعية البر الخيرية حيث التقى بالمسؤولين فيها مؤكداً لهم على أهمية العناية بالجانب الإغاثي  لأبناء المنطقة من بالفقراء والمساكين والأرامل وذلك للتلازم الكبير بين الاكتفاء المعيشي والأمن, فحينما يتحقق الأمن الغذائي يتحقق أمن المجتمع من الجريمة.

 

وقبيل صلاة الظهر من نفس اليوم, غادر فضيلة الشيخ مركز ثلوث المنظر متوجها مع مرافقيه في مركز بارق بالمحافظة حيث زار الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم, ليلقي بعدها كلمة لأبنائه الطلاب بثانوية اليمامة في بارق أكد لهم فيها على أهمية وجود هدف للشاب في حياته يحدده ويسعى إلى تحقيقه ورسم الخطط والبرامج في سبيل ذلك.

 

عقب ذلك وبعد صلاة العصر توجه الشيخ العمر مع الوفد المرافق إلى محافظة المجاردة وتحديداً إلى مكتب الدعوة والإرشاد فيها حيث كان في استقبال فضيلته ومرافقيه رئيس المركز ودعاته, وقد ألقى كلمة لهم حثهم فيها على استغلال الوقت قبل فناء العمر الذي يمضي سريعاً, مؤكداً على أن استغلال الساعات والدقائق في العمل الدعوي والعبادة مطلب لكل داعية وطالب علم يعيش وضع أمتنا اليوم,

 

كما حث فضيلته على أهمية الاحتذاء بمن سبقنا من الصالحين من أمثال فضيلة الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن جبرين رحمهم الله جمعياً والذي أفنوا أعمارهم في العلم والدعوة وتعليم الناس متنقلين من مكان لآخر في سبيل ذلك.

 

وبعد صلاة المغرب توافد أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة والبعيدة إلى جامع المرصد بالمجاردة  للاستماع لمحاضرة الشيخ " وأقم الصلاة لذكري " التي حضرها المحافظ ووكيله وعدد من المسؤولين,  حيث تحدث فضيلته من خلالها عن الأثر العظيم للصلاة الصحيحة الخاشعة في ضبط الجوارح عن ما حرمه الله, وما ينتج عن ذلك من تحقيق لأمن المجتمع مستدلاً بقول الله تعالى " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر", مضيفاً فضيلته ما للصلاة من أثر عظيم في حل كثير من المشكلات الأسرية والاجتماعية, وأثرها البارز في تفريج الكثير من الكرب والعقبات والصعوبات التي تواجه المرء المسلم في حياته مهما كان نوعها,  فقد كان نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.

 

كما أكد فضيلة الشيخ العمر على دور كل مسؤول ولاه الله رعية في المحافظة على أمن هذه البلاد, فهي عبادة قبل أن تكون وظيفة, مبيناً أن المحافظ لم يسم بكذلك إلا للحفاظ على أبناء ومواطني محافظته من كل ما يؤثر عليهم ويعكر صفو حياتهم ويكدرعليهم معيشتهم, والأمر نفسيه ينطبق على ومدير المدرسة فهو مسؤول عن طلاب ومعلميه, وكذلك الحال مع الأب إذ أنه مؤتمن على أبنائه.

 

وبعد المحاضرة توجه الشيخ العمر في زيارة لأحد أعيان المجاردة في منزله تلبية لدعوة كريمة منه, جمعت فضيلته بمحافظ  المجاردة ووكيله والعشرات من المشايخ والدعاة وأعيان المنطقة, حيث ناقش الجميع عددا من المسائل التي تخص المحافظة وأبنائها.

 

واختتم فضيلة الشيخ العمر جولته بالمحافظة بلقاء بعد صلاة الفجر جمعه بعلماء المنطقة ودعاتها, وجرى الحديث عن شؤون  المنطقة وخاصة منطقة المجاردة كما تم مناقشة إحدى القضايا الهامة التي تخص المحافظة وهي قضية انتشار التصوف في المنطقة وازدياده شيء فشيء بالرغم من عدم وجود جذور له بالمنطقة, كما تم مناقشة كيفية التصدي لهذه الظاهرة وضرورة التشاور مع ولاة الأمر في ذلك.

 

جدير بالذكر أن زيارة الشيخ العمر إلى محافظة المجاردة ومراكزها جاءت فور وصوله من محافظة محايل عسير التي تجول في مراكزها الدعوية والخيرية واجتمع بعدد من مسؤوليها, كما ألقى محاضرة " قد أفلح من زكاها " حضرها حشد غفير من الناس.