
استولى متمردون طوارق متحالفون مع مجموعة جهادية إسلامية على بلدة تيساليت في شمالي مالي، بعد أن اضطرت حاميتها العسكرية إلى الانسحاب تحت وطأة حصار المتمردين لهم على مدار الأسابيع الماضية.
وقالت مصادر من المتمردين والجيش يوم الأحد إن وحدات الجيش المالي المدافعة عن البلدة وهي واحدة من بضع مناطق تسيطر عليها الحكومة في المنطقة فروا خلال الليل باتجاه الحدود الجزائرية بعد أن منع المتمردون محاولات من قبل الجيش لإرسال تعزيزات إليهم.
وقال بكاي أغ حمد حمد المتحدث باسم الحركة الوطنية لتحرير أزواد المتمردة في مالي في بيان: "أصبحت هذه القاعدة الاستراتيجية والمطار الدولي في تيساليت تحت سيطرة (جيش) الحركة الوطنية لتحرير أزواد".
وأكد مسؤولان بالجيش المالي طلبا عدم نشر اسميهما أن المتمردين يسيطرون الآن على تيساليت بعد انسحاب الجنود.
وقال مصدر عسكري إن القادة العسكريين في تيساليت كانوا قد حذروا الجيش المالي من أنهم سيضطرون للانسحاب إذا لم تصل الإمدادات والتعزيزات إليهم بحلول يوم السبت بعد أن تمكنوا على مدى أسابيع من صد المتمردين المسلحين جيدا.
وأضاف: "في حوالي الساعة 1900 بتوقيت جرينتش (يوم السبت) أغلق الجنود أجهزة اتصالاتهم اللاسلكية وتوجهوا إلى بلدة برج المختار (في الجزائر)".
وتابع: "خلال انسحابهم سقط بعض جنود الجيش المالي أسرى في أيدي متمردي الحركة الوطنية لتحرير أزواد".
وقالت الحركة الوطنية لتحرير أزواد إنها استولت أيضا على بعض العربات المدرعة وحاملات الجنود وأسلحة ثقيلة وخفيفة من القاعدة العسكرية.
ومن جهة أخرى، أعلنت مصادر متطابقة أن حركة إسلامية أسسها إياد أغ غالي أحد القادة السابقين لحركة التمرد الطوارق في التسعينات، تقاتل في صفوف المتمردين ضد الجيش المالي في شمال شرق البلاد.
وقال مصدر أمني في بلد مجاور لم تورد وكالة الأنباء الفرنسية اسمه يوم الأحد إن حركة "أنكاردين إسلامية وأسسها إياد أغ غالي وهو من المتمردين السابقين"، موضحا أن هذه الجماعة "تقاتل في المنطقة نفسها التي ينشط فيها المتمردون الطوارق في شمال شرق مالي".
وأكد دبلوماسي إفريقي يقيم في مالي قائلا: "لم يعد هناك أي شكوك. أنكاردين التي أسسها إياد أغ غالي تنشط على الأرض نفسها في شمال شرق مالي".
وأضاف إن "عناصر هذه الحركة قاتلوا الجيش المالي (في نهاية يناير) في إغيلهوك (شمال شرق) إلى جانب المتمردين الطوارق".
وإياد أغ غالي من قادة تمرد الطوارق في مالي من التسعينات إلى 2006. وقد أجرى خصوصا مفاوضات لإطلاق سراح رهائن أوروبيين خطفهم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
لكن المتمردين الطوارق نفوا، في الوقت ذاته، أيه صلة لهم بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي ينشط في المنطقة على نطاق واسع.
وقال موسى أغ أتر المتحدث باسم حركة أزواد الوطنية للتحرير إن مقارنتهم مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أمر غير معقول.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة جزائرية أن حركة أزواد ليس لها أية مصالح ولا تشترك بأية سياسات مع هذه المنظمة، التي وصفها بـ"الإرهابية".