أنت هنا

18 ربيع الثاني 1433
المسلم- وكالات/ متابعات

كثفت قوات الرئيس السوري بشار الأسد هجماتها يوم الأحد على ريف إدلب في شمال غرب البلاد في الوقت الذي عبر فيه كوفي أنان عن "تفاؤله" بقيام النظام السوري بـ"إصلاحات" بعد جولة ثانية من المحادثات مع الأسد.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري هاجم ريف إدلب الذي يقاتل فيه الجيش السوري الحر الداعم لثورة الشعب السوري ضد نظام الأسد وذلك غداة مقتل ما لا يقل عن تسعين شخصا.

 

وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن "قوات عسكرية وأمنية نظامية اقتحمت قرية الجانودية التابعة لجسر الشغور وبدأت حملة مداهمات واعتقالات"، وذلك غداة اقتحام القوات السورية النظامية مدينة أدلب (شمال غرب) التي شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش وعناصر منشقة عنه.

 

وأضاف أن "اشتباكات عنيفة تدور بين مجموعات منشقة والقوات النظامية السورية في قرية الجانودية منذ صباح الأحد ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود من القوات النظامية وتعطل ناقلة جند مدرعة".

 

كما "استشهد مدني برصاص القوات السورية خلال هذه الاشتباكات" بحسب مدير المرصد.

 

وأشار إلى أن "الجيش يستعد لشن هجوم ضد المنشقين في منطقة جبل الزاوية" التي يتركز فيها عدد كبير من المنشقين.

 

وتأتي عملية الاقتحام هذه بعد عشرة أيام على اقتحام قوات النظام لحي بابا عمرو في مدينة حمص (وسط) وانسحاب الجيش الحر منه.

 

وتكتسب محافظة أدلب أهمية استراتيجية بسبب وجود ـكبر تجمع للمنشقين فيها، لا سيما في جبل الزاوية. كما أنها مناسبة لحركة الجيش السوري الحر بسبب مناطقها الوعرة والمساحات الحرجية الكثيفة، وقربها من الحدود التركية، واتصالها جغرافيا مع ريف حماة الذي تنشط فيه أيضا حركة الانشقاق عن الجيش النظامي.

 

وفي ريف حلب (شمال)، أضاف المرصد في بيان "استشهدت بعد منتصف ليل السبت ناشطة في حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي المعارض إثر إطلاق الرصاص عليها مساء أمس السبت من قبل شبيحة النظام السوري في حي الشيخ مقصود".

 

وأشار إلى أن هذه الحادثة "أشعلت الحي حيث سيطر الأهالي على الحي ونشروا الحواجز في شوارعه بالتزامن مع سماع أصوات إطلاق الرصاص".

 

وتأتي تلك التطورات الميدانية غداة مقتل ما لا يقل عن 91 شخصا بينهم 39 من الجنود المنشقين على نظام الأسد أغلبهم في ريف إدلب.

 

كما قتل ما لا يقل عن 32 مدنيا و 20 جنديا في أنحاء متفرقة من البلاد.

 

وتزامن الهجوم مع زيارة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان الأولى لدمشق منذ اختياره حيث عبر خلال لقائه الرئيس السوري بشار الأسد عن "قلقه الشديد حيال الوضع في سوريا وحثه على سرعة اتخاذ خطوات ملموسة لوقف الأزمة الراهنة" كما أورد بيان الأمم المتحدة.

 

وقال أنان يوم الأحد بعد جولة ثانية من المحادثات مع الأسد إنه "متفائل" وأن على النظام أن يقوم بـ"إصلاحات".

 

وأضاف أن مهمته ستكون "صعبة، لكن علينا أن نتحلى بالأمل، إنني متفائل".

 

وأوضح: "إنني متفائل لعدة أسباب، لقد قابلت العديد من السوريين خلال المدة القصيرة التي قضيتها هنا وأغلب السوريين الذين قابلتهم يرغبون بالسلام وبإيقاف العنف".

 

وقال أيضا "إنهم يريدون أن يعيشوا حياتهم" مشيرا إلى أن " الوضع سيء للغاية وخطير جدا ولا يمكن لأحد أن يفشل".

 

وأعلن أنان الأحد أنه قدم للرئيس السوري "سلسلة مقترحات ملموسة سيكون لها انعكاس حقيقي على الأرض وستساعد في إطلاق عملية ترمي إلى وضع حد لهذه الأزمة".

 

وأكد أنان أن المحادثات تركزت على ضرورة "وقف فوري لأعمال العنف والقتل والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وحوار".

 

وأضاف "الرد الواقعي هو (القبول) بالتغيير وتبني إصلاحات تضع الأسس المتينة لسوريا ديموقراطية ولمجتمع سلمي ومستقر ومتعدد ومزدهر على قاعدة الحق واحترام حقوق الإنسان".

 

ولا يزال القادة الغربيون والعرب يتحدثون عن "إصلاحات" على الأسد أن يقوم بها في حين يرفض الشعب السوري صراحة استمرار الأسد في الحكم تحت أي مسمى، كما يستمر الأسد في ذات الوقت في قتل أبناء شعبه من الأطفال وتعذيب واعتقال كل من تطاله أيديهم.

 

ويقول الأسد في تصريحاته إنه "مستعد لإنجاح أي جهود صادقة لإيجاد حل لما تشهده (سوريا) من أحداث".

 

في الوقت ذاته أصر في تصريحاته لأنان أن "أي حوار سياسي أو عملية سياسية لا يمكن أن تنجح طالما تتواجد مجموعات إرهابية مسلحة تعمل على إشاعة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد من خلال استهداف المواطنين من مدنيين وعسكريين وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة".

 

ومن جهتها، عبرت ألمانيا عن التزامها بالحل السلمي في سوريا، رغم مطالبات المحتجين المتكررة بالحماية الدولية. وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيلي خلال زيارة للرياض الأحد إنه يدعو إلى التركيز على الحل السلمي والتحول السياسي في سوريا منددا في الوقت ذاته ب"القمع الوحشي الذي يمارسه النظام".

 

وقال الوزير الألماني في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل "لا يمكن أن نقبل بالقمع البشع الذي يمارسه النظام ضد الشعب السوري (..) لا يمكن القبول باستخدام العنف يجب أن يكون الحل السلمي والتحول السياسي ممكنا".

 

وأضاف بحسب الترجمة العربية لتصريحاته "نريد التوصل إلى حل سياسي وندعم المعارضة لكننا نركز على السياسة في الوقت الحالي وهناك تراجع من جانب الأسد"، على حد زعمه.

 

وتابع: نسعى للتوصل إلى ثلاث نقاط: إنهاء العنف وإيصال المساعدات والحل السياسي".